يا ساداتي رَغِبْتُ إِلَيْكُما بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيكُما وَفي زِيارَتِكُما أَهْلُ الدُّنْيا فَلَا خَيَّبَنِيَ اللهُ في ما رَجَوْتُ وَما أَمَّلْتُ في زِيارَتِكُما إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
قال : ثم انتقل إلى القبلة وقل : يا اللهُ يا الله ُ يا الله ُ ، يا مُجِيبَ دَعوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، ... إلى قوله : وَاصْرِفْني بِقَضاءِ حَاجتي ، وَكِفايَةِ ما أَهَمَّني هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي ، يا أَرْحَمَ الرّاحمينَ.
قال : ثم تلتفت إلى أمير المؤمنين وتقول : السَّلَامُ عَلَيْكَ يا أَميرَ الْمؤْمِنينَ ، وَالسَّلَامُ عَلىٰ أَبي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْن ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، لَا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزيارَتِكُما ، وَلَا فَرَّقَ اللهُ بَيْني وبَيْنَكُما ، ثم تنصرف؟ انتهى (١).
تحرير الكلام في المقام
وأنت خبير بأن هذه الرواية ساكتة عن كيفية الزيارة في فعل صفوان.
أقول : إن في رواية كامل الزيارة بيان للزيارة صدراً في قوله عليه السلام : «وأومئ إليه بالتسليم ، واجتهد على قاتله بالدعاء ، وصلَّ بعده ركعتين» ، وذيلاً في قوله عليه السلام : «إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام ، وقلت عند الإيماء إليه بعد الركعتين هذا القول».
وفي رواية «المصباح» عن محمّد بن إسماعيل أيضاً بيان للزيارة صدراً في قوله عليه السلام : «وأومئ إليه بالسلام ، واجتهد في الدعاء على قاتليه ، وصل من بعد ركعتين» ، وذيلاً في قوله عليه السلام : «إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام فقل عند الإيماء إليه بعد التكبير هذا القول».
__________________
(١) هذا نهاية ما ذكره محمّد بن المشهدي في مزاره.