[التنبيه] الثاني والعشرون :
في شرح طائفة تحتاج إلى الشرح
من فقرات زيارة عاشوراء وكذا دعاء الوداع
في شرح طائفة تحتاج إلى الشرح من فقرات الزيارة المتقدّمة وكذا الدعاء المتقدّم.
أما فقرات الزيارة فنقول :
قوله : «تَنَقَّبَتْ».
أقول : إنّه قد احتمل الكفعمي أن يكون مأخوذاً من النقاب الذي للمرأة ، أي اشتملت بالآت الحرب ، كاشتمال المرأة بنقابها ، فيكون النقاب هنا استعاره ، وأن يكون مأخوذاً من النقبة وهو ثوب يشتمل به كالإزار ، وأن يكون المعني سارت في نقوب الأرض ، وهي طرقها الواحد نقب وهي المناقب أيضاً ، ومنه قوله تعالى : (فَنَقَّبوا فِي الْبِلَادِ) (١) ، أي طافوا وساروا في نقوبها أي طرقها ، قال :
لقدْ نقّبتُ في الآفاقِ حتى |
|
رضيتُ من الغنيمةِ بالايابِ (٢) |
واحتمل العلّامة المجلسي قدس سره في «البحار» : أنّه كان النقاب بينهم متعارفاًً عند الذّهاب إلى الحرب بل إلى مطلق الأسفار حذراً من أعدائهم لئلّا يعرفوهم ، فهذا إشارة إلى ذلك (٣).
__________________
(١) ق ٥٠ : ٣٦.
(٢) مصباح الكفعمي : ٢: ٥٦٥ ، ذكر ذلك في الحاشية.
(٣) بحار الأنوار : ٩٨: ٣٠١ ، الباب الرابع والعشرون.