إبراهيم ، نا حمّاد بن زيد ، قال : قلت لداود بن أبي هند : يا أبا بكر ما تقول في القدر؟ فقال : أقول كما قال مطرّف بن عبد الله (١) : لم توكلوا إلى القدر ، وإلى القدر تصيرون.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم (٢) ، نا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا سلم (٣) بن عصام ، نا محمّد بن مرزوق ، نا الأنصاري ، قال : رأيت داود بن أبي هند وعوف بن أبي جميلة قد تكلما في القدر حتى أخذ كل واحد منهما برأس صاحبه ، وكان داود مثبتا.
قال : وأنا أبو نعيم (٤) ، نا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، نا محمّد بن أحمد بن سليمان ، نا محمّد بن المثنى ، قال : سمعت ابن أبي عدي يقول : أقبل علينا داود بن أبي هند ، فقال : يا فتيان أخبركم لعلّ بعضكم أن ينتفع به ، كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق ، فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا ، فإذا بلغت ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا حتى آتي المنزل.
قال : وأنا أبو نعيم (٥) ، نا عبد الله بن محمّد ، حدّثني الفضل بن جعفر ، عن عمرو بن علي ، قال : سمعت ابن أبي (٦) عدي يقول : صام داود أربعين سنة لا يعلم به أهله ، وكان خزازا يحمل (٧) معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ، ويرجع عشاء فيفطر معهم.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نبأ أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا الحسين بن علي العجلي ، نا عمرو بن خالد الأسدي ، نا داود بن أبي هند ، قال : مرضت مرضا شديدا حتى ظننت أنه الموت ، فكان باب بيتي قبالة باب حجرتي ، وكان باب حجرتي قبالة باب
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ٤ / ١٨٧.
(٢) الحلية ٣ / ٩٢.
(٣) الحلية : سالم بن عصام.
(٤) حلية الأولياء ٣ / ٩٣.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) بالأصل : أبو والمثبت عن م.
(٧) عن الحلية وبالأصل «خزان الحمل» وفي م : «حران الحمل».