داري ، قال : فنظرت إلى رجل قد أقبل ضخم الهامة ضخم المناكب. كأنه من هؤلاء الذين يقال لهم : الزط ، قال فلما رأيته شبهته بهؤلاء الذين يعملون الرحمن (١) فاسترجعت وقلت : تقبضني وأنا كافر. قال : وسمعت أنه يقبض أنفس الكفار ملك أسود. قال : فبينا أنا كذلك إذ سمعت سقف البيت ينتقض ، ثم انفرج حتى رأيت السماء ، قال : ثم نزل عليّ رجل عليه ثياب بياض ، ثم أتبعه آخر فصارا اثنين ، فصاحا بالأسود ، فأدبر وجعل ينظر إليّ من بعيد. قال : وهما يزجرانه ، قال داود : وقلبي أشد من الحجارة ، قال : فجلس واحد عند رأسي ، وجلس واحد عند رجلي. قال : فقال صاحب الرأس لصاحب الرجلين : المس ، فلمس بين أصابعي ثم قال له : كثير النقل بهما الصلاة ، ثم قال صاحب الرجلين لصاحب الرأس : المس ، فلمس لهواتي ثم قال : رطبة تذكر الله عزوجل قال : ثم قال أحدهما لصاحبه : لم يأن له بعد. قال : ثم انفرج السقف فخرجا. ثم عاد السقف كما كان.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الله بن صالح ، عن علي بن معبد ، عن رجل ، عن داود بن أبي هند ، قال : جالست الفقهاء فوجدت ديني عندهم ، وجالست كبار الناس فوجدت المروءة فيهم ، وجالست شرار الناس فوجدت أحدهم يطلّق امرأته على ما لا يساوي شعيرة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا أبو إسماعيل الترمذي ، نا عبد الله بن صالح ، عن رجاء ، عن داود بن أبي هند قال : جالست الفقهاء فوجدت ديني عندهم ، وجالست أصحاب المواعظ فوجدت الرقة في قلوبهم ، وجالست كبار الناس فوجدت المروءة فيهم وجالست شرار الناس فوجدت أحدهم يطلق امرأته على شيء لا يساوي شعيرة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا علي بن عبد الله ، نا سفيان ، قال : سمعت داود بن أبي هند يقول : أصابني ـ يعني الطاعون ـ فأغمي علي
__________________
(١) كذا بالأصل وفي مختصر ابن منظور ٨ / ١٤٦ «الربّ» وفي م : «الرب».
(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ٢٥٥.