فكأنّ اثنين آتياني فغمز (١) أحدهما عكوة (٢) لساني ، وغمز (٣) الآخر أخمص قدمي فقال : أي شيء تجد؟ فقال : تسبيحا وتكبيرا وشيئا من خطو إلى (٤) المساجد وشيئا من قراءة القرآن ، قال : ولم أكن أخذت القرآن حينئذ ، قال : فكنت أذهب في الحاجة فأقول : لو ذكرت الله حتى آتي حاجتي ، قال : فعوتبت (٥) فأقبلت على القرآن فتعلّمته.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم الحافظ (٦) ، نا أبو محمّد بن حيّان (٧) ، نا أبو العباس الهروي ، قال : سمعت أبا موسى محمّد بن المثنى يقول : سمعت ابن أبي عدي يحدث عن داود بن أبي هند ، قال : بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر : انظر فأدخل يده في فمي ، فقال : كم من خير تكلمت به ، وقال أحدهما للآخر : انظر فنظر إلى رجلي فقال : كم من خير مشيت فيه ، ثم قال : لم يأن (٨) له فارتفعا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد ، أنبأ أبو علي بن أبي نصر ، أنبأ أبو (٩) سليمان بن زبر ، أنا أبي أبو محمّد ، نبأ محمّد بن العباس أبو عبد الله الكابلي ، نا خالد بن خداش ، نا حمّاد قال : بسم الله الرّحمن الرحيم هذا ما أوصى به داود بن أبي هند : أوصى بتقوى الله ولزوم طاعته وطاعة رسوله صلىاللهعليهوسلم والرضا بقضائه ، والتسليم لأمره ، وأوصاهم بما وصى به يعقوب بنيه : يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلّا وأنتم مسلمون ، وداود يشهد بما شهد الله عزوجل عليه وملائكته أن لا إله إلّا الله ، وأن محمّدا عبده ورسوله ، وبالجنة والنار ، وبالقدر كله ، على ذلك يحيا ، وعلى ذلك يموت ، وعلى ذلك يبعث ، إن شاء الله.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسين ، أنبأ
__________________
(١) الأصل «فعمد» والمثبت عن ابن سعد.
(٢) عن ابن سعد وبالأصل وم : «علوه».
(٣) الأصل «وعمر» والمثبت عن ابن سعد وم.
(٤) بالأصل وم : «خطواتي» والمثبت عن ابن سعد.
(٥) في ابن سعد : فعوفيت.
(٦) حلية الأولياء ٣ / ٩٣.
(٧) الأصل «حبان» والمثبت عن الحلية.
(٨) رسمها مضطرب بالأصل وتقرأ : «كان» والمثبت عن الحلية.
(٩) الأصل : أبي وفي م : «نصر ابناني أبي سليمان».