أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنبأ أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، قال : وحدّثني أبو غزية محمّد بن موسى الأنصاري قال : خطب أبو بكر بن حمزة بن عبد الله بن الزبير امرأة من قريش فأرسلت إليه : إني لا أريد التزوج ، ولو أردته ما عدوتك ولكنت لذاك أهلا فبلغت القصة داود بن سلم فقال :
الله يعلم ما صاحبت من أحد |
|
خيرا وأكرم منه حين يختضل |
إما لحمزة أو عيّاد والده |
|
أو ثابت منه جزل الرأي والجدل |
قوم يفون بأموال وإن عظمت |
|
أعراضهم ويرون الغنم ما فعلوا |
إنّ الزبير وأياما خلون له |
|
مع التي بها قد يضرب المثل |
ثم العيادة والإقدام قد عرفا |
|
لابن الزبير إذا ما قيل من رجل |
فأين لا أين عنهم معدل أبدا |
|
هم الكرام إذا ما حملوا احتملوا |
أتيت جود بني اللكعاء انباها |
|
قدر جسم وعرض ليس يبتذل |
لو كان ينكح شمس الناس من أحد |
|
لكانت الشمس في أبياتهم تقل |
أو كان يبلغ حذو النجم ذو شرف |
|
لكان جارهم في جوها زحل |
أو كان يعدل عن قوم لفضّلهم |
|
ريب المنون لما وافاهم الأجل |
ما آن لهم ولكم شبه ولا مثل |
|
إلا البرود وسحق الفروة العمل |
فأرسل إليهم أبو بكر : إن المرأة لم تردّنا ردّ مكروه ، وأقسمت عليك إلّا أمسكت عنها ، وإنما هي امرأة. فقال : أما والله لو لا تقدمك إليّ لهجوتها بمائة شعر ، فبلغ المرأة بعد ما كان منه فبعثت إليه أن أخطبني فإني غير رادّتك ، فأرسل إليها : إن الذي كان فينا مثل الذي عطف علينا هو كان أولى أن يصبرني به إلى قضاء حاجتنا ، ولو علمت جئت خطبتك أنك لا ترمي خيرا منك ما خطيتك لا حاجة لي ، قيل فتزوجها بعد رجل من قريش كان مكبرا فأساء إليها ، فكانت تقول ابن الزبير وتمره خير منك والدنيا لك ، فكان يقول لها : إن الله عزوجل عاتبك له لي ، فيقول : صدقت والله فقال داود عند ذلك :
لقد خبرت زينب حين تشكو |
|
تقول لربها ها ذي ذنوبي |
أحل وتقي كثير لم تريحه |
|
لحاك الله من عجب عجيب |
أبعد ابن الزبير نكحت بعلا |
|
فأين الملح من ماء عذوب |