قال : وثنا الزبير ، حدّثني أحمد بن محمّد بن عبد العزيز الزهري ، حدّثني أخي إبراهيم بن محمّد أن أباه محمّد بن عبد العزيز الزهري لما عزل عن قضاء المدينة وقف عليه داود بن سلم فقال :
أمين كنت تحكم حين كنت |
|
تريد الله جهدك ما استطعتا |
تذكّرنا الأمين إياك بخ بخ |
|
غداة له تقول الناس أنتا |
فإن يعزل فليس بشر سوم |
|
أتاك اليوم منه ما أردتا |
فقال محمّد بن عبد العزيز لكاتبه محرز بن جعفر مولى أبي هريرة : يا محرز ، أعطه خمسين دينارا فإنه والله علمي فيه إذا مدح يصح وإذا ذم شرح قال : فقال داود بن سلم : والله لقول محمّد في شعري كان أعظم عندي قدرا من عطيته.
كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد بن الجلّابي (١) الواسطي من واسط ، يخبرني عن أبي غالب محمّد بن أحمد بن بشران الواسطي ، قال : أنشدنا علي بن محمّد بن عبد الرحيم بن دينار ، قال : أنشدنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني ، قال : أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب لداود بن سلم الأدلم (٢)(٣) :
ما ذرّ قرن الشمس إلّا ذكرتها |
|
ويذكرنيها ما ذب الغروب (٤) |
وأذكرها ما بين دار وبعده |
|
وبالليل أحلامي وعند هبوبي |
وأفنيتها (٥) شوقا وأبلاني الهوى |
|
وأعيا الذي من طبّ كلّ طبيب |
وأعجب أني لا أموت صبابة |
|
وما كل من وامق بعجيب (٦) |
وكلّ محبّ قد سلا غير أنني |
|
غريب الهوى (٧) ويح كلّ غريب |
__________________
(١) مهملة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ١٧١ والأنساب.
والجلابي ، ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى الجلاب وفي م : الخلاني.
(٢) كذا ، وفي الأغاني : الادم ، وهما بمعنى الأسود.
وسمي بالأدلم (الآدم) لشدة سواده ، وكان من أقبح الناس وجها.
(٣) الأبيات في الأغاني ٦ / ٢٠ ...
(٤) الأغاني :
وما ذر ... |
|
وأذكرها في وقت كل غروب. |
(٥) صدره في الأغاني :
وقد شفني شوقي وأبعدني الهوى
(٦) في الأغاني :
وما كمد من عاشق بعجيب
(٧) الأصل «الأيا» والمثبت عن الأغاني.