المكي ، عن محمّد بن العياش المكي ، أخبرني بعض المشايخ (ـ ـ ـ ـ ـ ـ) (١) : أن داود بن عيسى بن موسى لما ولي مكة والمدينة أقام بمكة وولّى ابنه سليمان بن داود المدينة وأقام بمكة عشرين شهرا فكتب إليه أهل المدينة ، وقال الزبير بن أبي بكر كتب إليه يحيى بن مسكين بن أيوب بن مخراق يسأله التحول إليهم ويعلمه أن مقامه بالمدينة أفضل من مقامه بمكة وأهدوا إليه في ذلك شعرا قاله شاعرهم يقول فيه :
أداود قد فزت بالمكرمات |
|
وبالعدل في بلد المصطفا |
وصرت ثمالا لأهل الحجاز |
|
وسرت بسيرة أهل التقا |
وأنت المهذّب من هاشم |
|
وفي منصب العزّ والمرتجى |
وأنت الرضا للذي نابهم |
|
وفي كل حالك وابن الرضا |
وبالفي أعنيت أهل الحصاص |
|
فعدلك فينا هو المنتهى |
ومكة ليست بدار المقام |
|
فهاجر كهجرة من قد مضا |
مقامك عشرين شهرا بها |
|
كثير لهم عند أهل الحجى |
فصم ببلاد الرسول التي بها |
|
الله خص نبيّ الهدى |
ولا يلفتنك عن قرية |
|
مشير مشورته بالهدى |
فقبر النبي وآثاره |
|
أحق بقربك من ذي طوى |
قال : فلما ورد الكتاب والأبيات على داود بن عيسى أرسل إلى رجال من أهل مكة فقرأ عليهم الكتاب فأجابه رجل منهم يقال له عيسى بن عبد العزيز الشعلبوشي بقصيدة يرد عليه ويذكر فيها فضل مكة وما خصها الله به من الكرامة والفضيلة ويذكر المشاعر والمناقب فقال :
أداود أنت الإمام الرضا |
|
وأنت ابن عمّ نبي الهدى |
وأنت المهذّب من كلّ عيب |
|
كبير ومن قتل في الصبا |
وأنت المؤمّل من هاشم |
|
وأنت ابن قوم كرام تقا |
وأنت غياث لأهل الخصاص |
|
تسد خصاصتهم بالغنا |
أتاك كتاب حسود جحود |
|
أسى في مقالته واعتدا |
__________________
(١) لفظة غير مقروءة بالأصل وم تركنا مكانها بياضا.