بخير يثرب في شعره |
|
على حرم الله حيث ابتنى |
فإن يك (١) يصدق فيما يقول |
|
فلا يسجدن إلى ما هنا |
وأيّ بلاد تفوق أمّها |
|
ومكة مكة أم القرى |
وربي دحا الأرض من تحتها |
|
ويثرب لا شك فيما دحا |
وبيت المهيمن فينا مقيم |
|
يصلى إليه برغم العدى |
ومسجدنا بيّن فضله |
|
على غيره ليس في ذا مرا |
صلاة المصلى تعدلنّه |
|
ما بين الوفا صلاة وفا |
كذلك أتى في حديث النبي |
|
وما قال حق به يقتدى |
وأعمالكم كل يوم وفود إلينا |
|
شوارع مثل القطا |
فيرفع منها إلاهي الذي |
|
يشاء ويترك ما لا يشا |
ونحن تحجّ إلينا العباد |
|
ويرمون شعثا بوتر الحصا |
ويأتون من كل فجّ عميق |
|
على أينق (٢) ضمر كالقنا |
ليقضوا مناسكهم عندنا |
|
فمنهم شتات ومنهم معا |
فكم من ملبّ بصوت حزين |
|
ترى صوته في الهوى قد علا |
وآخر يذكر ربّ العباد |
|
ويثني عليه بحسن الثنا |
وكلهم أشعث أغبر يؤم |
|
المعرّف (٣) أقصى المدى |
فصلّوا به يومهم كله |
|
وقوفا على الجبل حتى المسا |
حفاة ضحاة قياما لهم |
|
عجيج ينادون ربّ السما |
رجاء وخوفا لما قدموا |
|
وكلّ يسائل دفع البلا |
يقولون : يا ربّنا ، اغفر لنا |
|
بعفوك ، واصفح عمن أسا |
فلمّا دنا الليل من يومهم |
|
وولّى النهار أجدّوا البكا |
وسار الحجيج لهم رجّة |
|
فحلّوا بجمع (٤) بعيد العشا |
فيأتوا بجمع فلما بدا |
|
عمود الصباح وولّى الدجى |
__________________
(١) الأصل «بك».
(٢) أينق جمع ناقة.
(٣) المعرف كمعظم الموقف بعرفات (القاموس).
(٤) يوم جمع هو يوم عرفة ، وأيام جمع أيام منى (القاموس).