بعث النبي صلىاللهعليهوسلم معي بكتاب إلى قيصر ، فقمت بالباب ، فقلت : أنا رسول رسول الله صلىاللهعليهوسلم ففزعوا لذلك فدخل عليه الآذن فقال : هذا رجل بالباب يزعم أنه رسول رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأذن لي ، فدخلت عليه ، فأعطيته الكتاب فقرئ عليه :
«بسم الله الرّحمن الرحيم ، من محمّد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم».
فإذا ابن أخ له أحمر أزرق سبط (١) الشعر ، قد نخر (٢) ، ثم قال : لم كتب إلى ملك الروم ولم يبدأ بك؟ لا تقرأ كتابه اليوم ، فقال لهم : اخرجوا ، فدعا الأسقف ـ وكانوا يصدرون عن رأيه ، ويقبلون قوله ـ فلما قرئ عليه الكتاب قال : هو والله رسول الله الذي بشّرنا به موسى وعيسى بن مريم ، هو والله رسول الله الذي بشرنا به موسى وعيسى ، هو والله رسول الله الذي بشرنا به موسى وعيسى ، قال : فأي شيء ترى؟ قال : أرى أن نتبعه ، قال قيصر : وأنا أعلم ما تقول ولكن لا أستطيع أن أتبعه يذهب ملكي ويقتلني الروم (٣).
رواه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة نحوه.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري المقرئ ، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي (٤) المعروف بالعشاري سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل (٥) المعروف بابن سمعون ح.
وأخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ، ثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد الله بن المهتدي ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي ، أنا عثمان بن أحمد بن يزيد ، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي ، نا عمر بن إبراهيم بن خالد ، نا نجيح أبو معشر ، عن محمّد بن كعب ، عن دحية بن
__________________
(١) السّبط ويحرك وككتف : نقيض الجعد (قاموس).
(٢) نخر : مد الصوت في خياشيمه (قاموس).
(٣) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٥٥٣ وانظر تخريجه فيه.
(٤) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٨.
(٥) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٠٥.