خليفة ، قال : وجّهني النبي صلىاللهعليهوسلم إلى ملك الروم بكتابه وهو بدمشق ، فناولنيه ـ وفي حديث أبي بكر قال : فناولته ـ كتاب النبي صلىاللهعليهوسلم فقبّل خاتمه ووضعه تحت شيء كان عليه قاعدا (١) ثم نادى فاجتمع البطارقة وقومه ، فقام على وسائد ثنيت له وكذلك كانت فارس والروم ـ وفي حديث أبي بكر تقوم فارس والروم ـ لم تكن لها منابر ، ثم خطب أصحابه فقال : هذا كتاب النبي الذي بشّرنا به المسيح من ولد إسماعيل بن إبراهيم ، قال : فنخروا نخرة فأومئ ، ـ وفي حديث أبي بكر ، قال : فأومئ بيده ـ أن اسكتوا ، وقال أبو بكر أن اسكتوا ، ثم قال : إنما جرّبتكم كيف نصرتكم النصرانية ـ وقال المقرئ : للنصرانية قال : فبعث إليّ من الغد سرا فأدخلني بيتا عظيما فيه ثلاثمائة وثلاثة عشر (٢) صورة فإذا هي صور الأنبياء المرسلين قال : انظر أين صاحبكم من هؤلاء ، قال : فرأيت صورة النبي صلىاللهعليهوسلم كأنه ينظر ، ـ وفي حديث أبي بكر كأنه ينطق ـ قلت : هذا ، قال : صدقت ، فقال : صورة من هذا عن يمينه؟ قلت : رجل من قومه يقال له أبو بكر الصديق ، قال : فمن ذا عن يساره؟ قلت : رجل من قومه يقال له عمر بن الخطاب ، قال : أما أنا ـ وقال أبو بكر أما إنه ـ يجد في الكتاب أن بصاحبيه هذين يتمم الله هذا الدين. فلما قدمت على النبي صلىاللهعليهوسلم أخبرته ، فقال : «صدق ، بأبي بكر وعمر يتمّم الله هذا الدين» زاد أبو بكر : «بعدي» وقالا : «ويفتح» [٤١٠٤].
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، حدّثنا عمي ، أنا ابن يوسف ، أنا الجوهري قراءة ، أنا أبو عمر إجازة ح ، قال : وأنا البرمكي إجازة ، أنا ابن حيّوية قراءة ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا وكيع بن الجرّاح ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم دحية الكلبي سرية وحده [٤١٠٥].
هذا مرسل إلّا أن إسناده صحيح.
أخبرناه عاليا أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمّد ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان بن عيينة ، عن
__________________
(١) الأصل : قاعد والصواب عن م.
(٢) كذا ، والصواب : ثلاث عشرة.
(٣) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٥٠ ـ ٢٥١.