رئيس قومك ، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام. فما دعاك إلى أن تسوق مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم ، قال : أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم ، فانقضّ (١) به دريد وقال : راعي ضأن والله ، وهل يردّ وجه المنهزم شيء ، إنها إن كانت لك لم تنفعك إلّا رجل بسيفه ورمحه ، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك ـ زاد ابن السّمرقندي : إنك لم تصنع بتقديمك البيضة بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا ثم اتفقا فقالا : ـ فارفع الأموال والنساء والذراري إلى علياء قومهم وممتنع (٢) بلادهم ـ زاد ابن السّمرقندي : ثم الق الصّباء على متون الخيل ، فإن كانت لك لحق من وراءك ، وإن كانت عليك كنت قد أحرزت أهلك ومالك. ما فعلت كعب وكلاب ـ وفي رواية الفرواي : ثم قال دريد : وما فعلت كعب وكلاب؟ ـ فقالوا : لم يحضرها منهم أحد فقال : غاب الحد (٣) والجدّ ، لو كان يوم غلاء ورفعة لم تغب عنه كعب وكلاب ، ولوددت لو فعلتم ما فعلت كلاب وكعب فمن حضرها؟ ـ زاد ابن السّمرقندي : من سواهم من قومهم ، ثم اتفقا فقالا : ـ فقالوا عمر بن عامر وعوف بن عامر ، فقال : ذلك الجذعان ، لا يضران ولا ينفعان ، فكره مالك أن يكون لدريد فيها رأي ـ زاد ابن السّمرقندي : أو قول وقالا : ـ فقال : إنك قد كبرت وكبر علمك ، والله لتطيعني (٤) يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري. فقالوا : أطعناك ـ زاد رضوان : فقال دريد : هذا يوم لم أشهده ولم يفتني حرب عوان (٥) :
[يا] ليتني فيها جذع |
|
أخب فيها وأضع (٦) |
أقود وطفاء الزمع |
|
كأنها شاة صدع (٧) |
ثم اتفقا فقالا : ثم قال مالك للناس : إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ، ثم شدوا شدة رجل واحد.
__________________
(١) أي زجره.
(٢) سيرة ابن هشام : متمنع بلادهم.
(٣) بالأصل «الجد» والمثبت «الحد» عن دلائل البيهقي.
(٤) ابن هشام : «لتطيعنني» دلائل البيهقي : لتطيعنّ.
(٥) الرجز في سيرة ابن هشام ٤ / ٨٢ الشعر والشعراء ص ٤٧١ الأغاني ١٠ / ٣١.
(٦) الخبب والوضع ضربان من السير.
(٧) الوطفاء : الطويلة الشعر ، والزمع : الشعر الذي فوق مربط قيد الدابة.