أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع البلخي (١) ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٢) ، نا محمّد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر ، وابن أبي سبرة ، ومحمّد بن صالح ، وأبو معشر ، وابن أبي حبيبة ، ومحمّد بن يحيى بن سهل ، وعبد الصمد بن محمّد السعدي ، ومعاذ بن محمّد ، وبكير بن مسمار ، ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، فكلّ قد حدّثنا بطائفة من هذا (٣) الحديث ، وبعضهم أوعى له من بعض. وقد جمعت كل ما حدثوني. فذكر قصة اجتماع هوازن لحرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحنين قالوا : وحضرها (٤) دريد بن الصّمّة في (٥) بني جشم وهو يومئذ ابن ستين ومائة سنة. شيخ كبير ليس فيه شيء إلّا التيمن به ومعرفته بالحرب ، وكان شيخا مجربا. وقد ذهب بصره يومئذ. وجماع الناس. ثقيف وغيرها من هوازن إلى مالك بن عوف النّصري ، فلما أجمع مالك المسير بالناس إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر الناس فجاءوا معهم بأموالهم ونسائهم وأبنائهم حتى نزلوا بأوطاس. واجتمع الناس به فعسكروا وأقاموا به ، وجعلت الأمداد تأتيهم من كل ناحية ، ودريد بن الصّمّة يومئذ في شجار يقاد به على بعير ، فمكث على بعيره ، فلما نزل الشيخ لمس الأرض بيده فقال : بأي واد أنتم ، قالوا : بأوطاس ، قال : نعم مجال الخيل ، لا حزن ضرس ، ولا سهل دهس ، ما لي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير ، وثغاء (٦) الشاء ، وخوار البقرة ، وبكاء الصغير؟ قالوا : ساق مالك مع الناس أبناءهم وأموالهم ونساءهم ، قال : يا معشر هوازن أمعكم من بني كلاب بن ربيعة أحد؟ قالوا : لا ، قال : فمعكم من بني كعب بن ربيعة أحد؟ قالوا : لا ، قال : فمعكم من بني هلال بن عامر أحد؟ قالوا : لا ، قال دريد : لو كان خيرا ما سبقتوهم إليه ، ولو كان ذكرا وشرفا ما تخلفوا عنه ، فأطيعوني يا معشر هوازن وارجعوا وافعلوا ما فعل هؤلاء ، فأبوا عليه ، قال : فمن شهدها منكم؟ قالوا : عمرو بن عامر ، وعوف بن عامر ، قال : ذانك الجذعان
__________________
(١) مغازي الواقدي : الثلجي.
(٢) مغازي الواقدي ٣ / ٨٨٥ تحت عنوان : غزوة حنين.
(٣) عن مغازي الواقدي وبالأصل «أهل».
(٤) مغازي الواقدي ٣ / ٨٨٦ ونصرها.
(٥) الأصل «من» وما أثبت عن الواقدي.
(٦) بالأصل : «ويغار» والمثبت عن الواقدي.