عليّ بن شكلة فقام قائما فقال : يا أمير المؤمنين : أنا الذي قلت هذا ونميته إلى دعبل فقال له : وما أردت بهذا؟ قال : لما يعلم بيني وبينه من العداوة فأردت أن أشيط بدمه ، قال : فقال : أطلقوه ، فلما كان بعد مدة قال لابن شكلة : سألتك بالله أنت الذي قلته؟ فقال : لا والله يا أمير المؤمنين وما نظرة أنظر أبغض إليّ من دعبل ، فقال له : فما الذي أردت بهذا؟ قال : علم أن ماله في المجلس عدو أعدى مني (١) فنظر إليّ بعين العداوة ونظرت إليه بعين الرحمة ، قال : فجزاه خيرا أو نحو ذلك.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وقرأته من خطه ، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب بقراءتي عليه ، أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ العطار ، أنبأ أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي الكوفي المعروف بابن النجار ، أنبأ أبو بكر بن الأنباري قراءة ، ثنا أبي قال : قرأت على أبي جعفر أحمد بن عبيد (٢) ، قال : قال ضبّي (٣) وهو أحمد بن عبد الله راوية كلثوم بن عمرو العتّابي ، وكان سميرا لعبد الله بن طاهر : إن عبد الله بن طاهر بينا هو معه ذات ليلة إذ تذاكرا (٤) الأدب وأهله وشعراء الجاهلية والإسلام إلى أن صار إلى المحدثين فذكرا دعبل بن علي الخزاعي ، فقال له عبد الله بن طاهر : ويحك يا ضبّيّ (٥) إني أريد أن أوعز إليك بشيء تستره عليّ أيام حياتي ، قال : قلت : أصلح الله الأمير أنا عبدك وأنا عندك في موضع تهمة؟ فقال : لا ولكن أطيب لنفسي أن توثق لي بالأيمان لأركن إليها ، ويسكن قلبي عندها فأخبرك ، قال : قلت : أصلح الله الأمير إن كنت عندك في هذه الحال فلا حاجة بك إلى إفشاء سرك إليّ واستعفيته مرارا فلم يعفني فاستحييت من مراجعته فقلت : ليرى الأمير رأيه ، فقال : يا ضبّي (٦) ، قل والله ، فقلت : والله فأمرها عليّ غموسا ووكدها بالبيعة والطلاق وكلما يحلف به مسلم ، ثم قال : ويحك يا ضبّي (٧) أشعرت أني أظن أن دعبلا مدخول النسب ، وأمسك. قال : قلت : أصلح الله الأمير أفي هذا أخذت عليّ الأيمان والعهود والمواثيق؟ قال : أي والله ، قلت : ولم ذاك؟ قال : لأني رجل لي في نفسي حاجة ، ودعبل رجل قد حمل جذعه على عنقه ولا يجد من يصلبه عليه فأتخوف إن بلغه أن يلقي عليّ من الخزي
__________________
(١) بالأصل : في المجلس «عداوتي» والمثبت عن ابن العديم.
(٢) الخبر بطوله نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٥٠٥ الأغاني ٢٠ / ١٧٨ وما بعدها.
(٣) بغية الطلب : «صيني» خطأ والصواب ما أثبت واسمه : محمّد بن موسى الضبي.
(٤) بالأصل : «تذاكر» والمثبت عن ابن العديم ، وفي الأغاني : يذاكرنا.
(٥) بغية الطلب : «صيني» خطأ والصواب ما أثبت واسمه : محمّد بن موسى الضبي.
(٦) بغية الطلب : «صيني» خطأ والصواب ما أثبت واسمه : محمّد بن موسى الضبي.
(٧) بغية الطلب : «صيني» خطأ والصواب ما أثبت واسمه : محمّد بن موسى الضبي.