لتتجر به. فما سهل الله من فائدة كانت بيننا ، وما كان من جائحة كانت في أصل مالي ، وسلّم إليّ بارنامجات بألف ألف درهم وقال لي : ابسط يدك ولا تعلم موضعا ينفق فيه هذا المتاع إلّا حملته إليه ، واستبنت فيه الكفاءة ولم يزل يتردد إليّ سنة بعد سنة يحمل إليّ مثل هذا والبضاعة تنمي ، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا فيها قال لي : أنا كثير الأسفار في البحر فإن قضى الله عليّ بما قضاه على خلقه فهذا المال لك على أن تصدق منه وتبني المساجد وتفعل الخير فأنا أفعل مثل هذا ، وقد ثمر الله المال في يدي ، فأسألك أن تطوي هذا الحديث أيام حياتي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب ، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، نا محمّد بن الحسين القطان ، قال : توفي دعلج بن أحمد في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم الشيحي (١) ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال (٢) : أنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطان ، والحسن بن أبي بكر بن شاذان ، قالا : توفي دعلج بن أحمد يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت ، ـ وقال : ابن شاذان ـ لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، نصر (٣) بن القشيري ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : توفي أبو محمّد دعلج بن أحمد ببغداد في عشر ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، وهو ابن أربع أو خمس وتسعين سنة ، وكان السلطان بها لا يتعرض للتركات ثم لم يصبروا عن أموال دعلج إذ لم يكن في الدنيا على ما يقال أيسر منه من التجار ، فقبضوا على أمواله إلّا الأوقاف.
__________________
(١) الأصل : «السنجي» وبدون نقط في م والصواب ما أثبت. وقد مرّ.
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٣٩٢.
(٣) كذا ، ثمة سقط في السند وهو شديد الاضطراب في م.