قال : بمفاوضة العلماء ، قال : وما مفاوضة العلماء؟ قال : كنت إذا لقيت عالما أخذت ما عنده وأعطيته ما عندي.
حدّثنيه ابن الزنبقي ، نا أبي عن أبيه ، عن نا الأصمعي ، عن أبي هلال الراسبي ، عن قتادة ، أخبرني بعض أصحابنا عن أبي عمر قال : أصل المفاوضة المساواة قال : ومنها شركة المفاوضة وذلك لأن كل واحد من الشريكين يساوي صاحبه فيما يستفيده ولا ينفرد بشيء دون صاحبه ، قال ومنه قول الشاعر :
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم |
|
ولا سراة إذا جهالهم سادوا (١) |
أي لا يصلح أمورهم وهم أكفاء متساوون في الدرجة ليس لهم رئيس يقودهم فيصدروا عن أمره وينتهوا إلى رأيه.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأ أحمد بن الحسين البيهقي (٢) ، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن إسماعيل الفقيه الشاشي ، نا الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي (٣) ، حدّثني عبد الجبار بن كثير الرقي ، نا محمّد بن بشر اليماني عن أبان بن عبد الله البجلي ، عن أبان بن تغلب (٤) ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : حدّثني علي بن أبي طالب من فيه ، قال : لما أمر الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر ، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر ـ وكان مقدّما في كل خير وكان رجلا نسابة ـ فسلّم وقال : ممن القوم؟ قالوا : من ربيعة ، قال : وأي ربيعة أنتم؟ أمن هامها أم من لهازمها؟ فقالوا : بل من الهامة العظمى ، فقال أبو بكر : وأي هامتها العظمى أنتم؟ قالوا : من ذهل الأكبر ، قال : منكم عوف الذي يقال لا حرّ بوادي عوف ، قالوا : لا ، قال : فمنكم جساس بن مرّة حامي الذمار ومانع الجار؟ قالوا : لا ، قال : فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء؟ قالوا : لا ، قال : فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها
__________________
(١) البيت صحح برواية اللسان (فوض) ونسبه للأفوه الأودي ، ورواية الأصل :
لا يصلح الناس فوضى لا شراة لهم |
|
ولا شراة إذا جالهم سادوا |
وفي اللسان : قوم.
(٢) دلائل البيهقي ٢ / ٤٢٢ وما بعدها.
(٣) عن دلائل البيهقي وبالأصل «الساسي».
(٤) عند البيهقي : ثعلب.