القطان ، نا أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ، نا إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السّموني ، حدّثني أحمد بن محمّد بن أبي نصر السّكوني ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عباس ، قال : حدّثني علي بن أبي طالب ، قال : لما أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر وكان رجلا نسابة فسلّم فردوا عليهالسلام فقال : ممن القوم؟ قالوا : من ربيعة ، قال : من هامها أم من لهازمها؟ قالوا : بل هامتها العظمى ، قال : فأنى هامتها العظمى أنتم؟ قالوا : ذهل الأكبر ، قال : أفمنكم عوف الذي كان يقال لا حرّ بوادي عوف؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم بسطام أبو اللواء ومنتهى الأحباء؟ قالوا : لا ، قال : أفمنكم جساس بن مرّة حامي الذمار ومانع الجار؟ قالوا : لا ، قال : فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالتها أنفسها؟ قالوا : لا ، قال : فمنكم المزدلف صاحب العلمة (١) الوردة؟ قالوا : لا ، قال : أفأنتم الملوك من كندة؟ قالوا : لا ، قال : أفأنتم أختان (٢) الملوك من لخم؟ قالوا : لا ، قال : فلستم ذهل الأكبر ، أنتم ذهل الأصغر ، فقام إليه غلام من شيبان حين بقل وجهه يقال له دغفل ، فقال : «إن على سائلنا أن نسأله».
يا هذا ، إنك قد سألتنا فلم نكتمك شيئا فممن الرجل؟ قال : رجل من قريش ، قال : بخ بخ أهل الشرف والرئاسة ، فمن أي قريش أنت؟ قال : من تيم بن مرّة ، قال : أمكنت والله الرامي من صفا الثغرة ، أفيكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى مجمّعا؟ قال : لا ، قال : أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ، ورجال مكة مسنتون عجاف؟ قال : لا ، قال : أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء ، الذي كأنه وجه قمر يضيء ليلة الظلام الداجي؟ قال : لا ، قال : أفمن المقتصين بالناس أنت؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الندوة أنت؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الرّفادة أنت؟ قال : لا ، قال : أفمن أهل الحجابة أنت؟ قال : لا ، أفمن أهل السقاية (٣) أنت؟ قال : لا ، واجتذب أبو
__________________
(١) كذا هنا بالأصل «العلمة الوردة» وتقدم في الرواية السابقة : العمامة الفردة.
(٢) كذا ، ومر في الرواية السابقة : أخوال.
(٣) دار الندوة بناها قصي بمكة ، وكانت دار القبائل يدخلون إليها للتشاور فيما يهمهم من مشاكل ، وكانت بيد بني عبد الدار.
الرفادة : صاحب الرفادة كان المسئول عن إطعام الفقراء وحجاج البيت ، وكانت الأموال المنفقة تجمع