أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) فوثب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخذ بيدي فقال : يا علي أي أخلاق في الجاهلية ، يرد الله بأس بعضهم عن بعض بها في هذه الدنيا [٤١٣٠].
قال الخطيب : وروى بعض أهل العلم هذا الحديث فقال فيه : أمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة بالفاء ، وقال : سمّي صاحب العمامة الفردة لأنه كان إذا ركب لم يعتم معه غيره ، وقال أيضا فيه : «لا حرّ بوادي عوف» : لشرف عوف وعزّه ، وان الناس له كالعبيد والخول ، وهو عوف بن محلّم بن ذهل.
قرأت بخط رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي ، نا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ إملاء ، نا إسماعيل بن يونس ، نا عمر بن شبّة ، حدّثني العتبي ، حدّثني أبي ، عن هشام بن صالح ، عن سعد القصر ، قال : مرّ نفر من الأنصار بدغفل النسابة بعد ما ذهب بصره فسلّموا عليه فقال : من أنتم؟ قالوا : أشراف أهل اليمن ، قال : من أهل ملكها القديم وشرفها العميم (١) كندة؟ قالوا : لا ، قال : فمن الطوال قصبا والممحّضين نسبا بني عبد المدان؟ قالوا : لا ، قال : فمن أقودها للزحوف ، وأخرقها للصفوف ، وأضربها بالسيوف ، بني زبيد رهط عمرو بن معدي كرب؟ قالوا : لا ، قال : فمن أحضرها قراء وأطنبها فناء ، وأصدقها لقاء طيء؟ قالوا : لا ، قال : فمن الغارسين النخل ، والمطعمين في المحل ، والقائلين بالعدل ، الأنصار؟ قالوا : نعم.
أنبأنا خالي القاضي أبي المعالي محمّد بن يحيى القرشي ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد ، أنبأ الحسن بن رشيق العسكري ، أنا يموت بن المزرّع بن يموت البصري ، نا رفيع بن سلمة دماذ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : جاء قوم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم إلى دغفل النسابة فسلّموا عليه وهو مولّي ظهره للشمس في مشرفة له فرد عليهم من غير أن يلتفت إليهم ، ثم قال لهم : من القوم؟ قالوا : نحن سادة مضر ، قال : أنتم إذن قريش الحرم ، أهل العز والقدم ، والفضل ،
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ٨ / ٢٠٣ الصميم.