قال : وأخبرنا (١) الأصمعي عن مسمع بن عبد الملك قال : قيل للنّسّاب البكري : قد نسبت كل شيء حتى نسبت الذرّ ، قال : الذرّ ثلاثة أبطن : الذرّ ، وفازر (٢) ، وعقفان.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسين الصفار ، وهو محمّد بن محمّد بن الحسين يقول : سمعت الدريدي يقول : حدّثني عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي عن عمه أن دغفل دخل على معاوية فقال له معاوية : أيّ بيت قالته العرب أفخر وأندى؟ قال له : قول الشاعر :
لهم همم لا منتها لكبارها |
|
وهمّته الصغرى أجلّ من الدهر |
له راحة لو أنّ مغشاه جودها |
|
على البرّ كان البرّ أندى من البحر |
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ، أنبأ محمّد بن عمر بن محمّد ، نا محمّد بن عبد الله بن محمّد ، قال : قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون ، قلت له : أخبرك إبراهيم بن الجنيد ، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن كثير ، حدّثني عبد الملك بن قريب الأصمعي ، نا العلاء بن أخي العلاء بن زياد العدوي ، عن رؤبة بن العجّاج ، قال : أتيت النّساب البكري فقال لي : من أنت يا غلام؟ قال : قلت : أنا ابن العجّاج ، قال : قصرت والله وعرفت ، لعلك كقوم عندي إن سألت عنهم لم يسألوني ، وإن حدّثتهم لم يعوا عني ، قال : قلت : أرجو أن لا أكون كذلك ، قال : فما أعداء المروءة؟ قال : قلت : تخبرني ، قال بنو عم السوء رأوا صالحا دفنوه ، وإن رأوا قبيحا أذاعوه ، قال : ثم قال لي : إنّ للعلم آفة ونكدا وهجنة ، فآفته نسيانه وهجنته نشره عند غير أهله ، كذا قال ابن سلم ، وإنما هو ابن أسلم.
أخبرناه أبو المعالي الفارسي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد ، نا بشر بن موسى ، نا الأصمعي عبد الملك بن قريب أبو سعيد سنة إحدى عشرة ومائتين بالبصرة في بني أصمع ، نا العلاء بن أسلم ، عن رؤبة بن العجّاج قال : أتيت النسابة العنبري (٣) فقال : من أنت؟ قلت : ابن العجّاج ، قال : قصرت وعرفت ، لعلك كأقوام يأتونني ، فإن سكتّ عنهم لم
__________________
(١) الأصل : خيرنا والصواب عن م.
(٢) بالأصل : وقان ، والمثبت عن اللسان (عقف) وفي م : الدر وقارب وعقفار.
(٣) كذا بالأصل وم هنا ، وليس في عامود نسبه ما يشير إلى هذه النسبة فلعله تحريف : البكري.