يسألوني ، وإن حدّثتهم لم يعوا عني ، قلت : أرجو أن لا أكون كذاك ، قال : فما أعداء المروءة؟ قلت : تخبرني ، قال : بنو عم السوء إن رأوا صالحا دفنوه وإن رأوا شرا أذاعوه ، ثم قال : إن للعلم آفة ونكدا وهجنة ، فآفته نسيانه ، ونكده الكذب فيه ، وهجنته نشره في غير أهله.
وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا بكر إسماعيل بن محمّد الضرير بالري قال : سمعت بشر بن موسى الأسدي يقول : سمعت الأصمعي يقول : حدّثنا العلاء بن أسلم عن رؤبة بن العجّاج ، قال : دخلت على النسابة البكري ، فقال : من أنت؟ قلت : رؤبة بن العجّاج ، فقال : قصرت وعرفت ، لعلك كأقوام يأتونني إن حدّثتهم لم يعوا عني ، وإن سكتّ عنهم لم يسألوني ، قال : قلت : أرجو أن لا أكون كذلك ، فقال لي : فما أعداء المروءة؟ قلت : تخبرني ، قال : بنو عم السوء ، إن أرادوا حسنا دفنوه ، وإن أرادوا سيئا أذاعوه ، ثم قال : إن للعلم آفة وهجنة ونكدا ، فآفته الكذب ، ونكده النسيان ، وهجنته [نشره](١) عند خير أهله.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين الفرضي المقرئ ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو الحسن بن رزقويه (٢) ح.
وأخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنا أبو بكر البيهقي ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، قالا : أنبأ أبو عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا عفان ، نا معاذ بن السفير ، قال : حدّثني أبي قال : قال دعفل العلّامة : في العلم خصال : إنّ له آفة وله هجنة وله نكد : فآفته أن تخزنه فلا تحدث به ولا تنشره ، وهجنته أن تحدّثه من لا يعيه ولا يعمل به ، ونكده أن تكذّب (٣) فيه.
بلغني أن دغفل بن حنظلة غرق في يوم دولاب (٤) من فارس ، في قتال الخوارج.
__________________
(١) زيادة لازمة عن م.
(٢) بالأصل وم بتقديم الزاي ، والصواب ما أثبت.
(٣) الخبر في الإصابة ١ / ٤٧٥.
(٤) دولاب قرية بينها وبين الأهواز أربعة فراسخ (مراصد الاطلاع) وكان ذلك سنة سبعين ، كما في الإصابة ، وفي الوافي : وقيل إنه توفي في حدود الستين للهجرة.