الرّقّي ، قال : وشى واش برجل إلى الإسكندر فقال له : أتحب أن نقبل منك ما قلت فيه على أنا نقبل منه ما قال فيك؟ فقال : لا ، فقال له : فكفّ عن الشرّ يكف الشرّ عنك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني إبراهيم بن بشار ، حدّثنا سفيان ، نا ليث بن أبي سليم ، قال : مرّ ذو القرنين في مسيره على ملك منبطح على وجهه ، آخذ بأصل جبل ، فقال له ذو القرنين : يا عبد الله أمعذب أم مأمور؟ قال : بل مأمور ، قال : فما هذا؟ فقال : الجبال كلها محدقة بهذا الجبل ، فأنا ممسك بأصله ، فمن أنت؟ قال : أنا ذو القرنين ، قال : ألكم خلقت الجنة والنار؟ قال : نعم ، قال : لقد خلقتم لأمر عظيم.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا محمّد بن علي بن الحسن ، أنبأ الحسين بن الحسن الغضائري (١) ، نا أحمد بن سلمان ، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، نا سفيان بن وكيع ، نا أبي عن عباد بن ميسرة المنقري ، عن الحسن البصري ، عن الثقة من أصحابه قال : حدّثني أبو أمامة : أن ذا القرنين سار في الظلمة حتى انتهى إلى جبل قاف (٢).
قال : ونا أحمد بن سلمان ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى ، عن إسحاق ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن : أن ذا القرنين سار في الظلمة فلما دنا إذا هو بملك قابض على ظهر جبل وهو جبل قاف فقال له : ما خلف هذا الجبل؟ قال : سبعون حجابا من نار ، وسبعون حجابا من دخان ، وسبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من ظلمة ، غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام ، ومن خلف هؤلاء حملة الكرسي ، أرجلهم تحت الثرى السابعة ، وجاوزت رءوسهم فوق سبع سماوات ، ولو لا هذه الحجب لاحترقت أنا وهذا الجبل من نورهم ، قال : فما خلف أولئك من الحجب بعد ذلك قال : بعد ذلك وخلف تلك الحجب حملة العرش ، خرقت الأرضين السابعة ، وجاوزت رءوسهم السماء السابعة ، كما بين سبع سماوات ولهم قرون غلظ كلّ قرن ملك ما بين الخافقين ، قال : وما خلف أولئك؟ قال : أرض ملساء ضوأها من نورها ، ونورها
__________________
(١) مهملة بالأصل والصواب ما أثبت ، ترجمته في تاريخ بغداد ٨ / ٣٤ وسير الأعلام ١٧ / ٣٢٧.
والغضائري نسبة إلى الغضارة ، وهو إناء يؤكل فيه الطعام وفي م : العصايدي.
(٢) انظر جبل قاف في معجم البلدان.