نا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، وأحمد بن سندي ، قالا : نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن : أن ذا القرنين كان يتفقد أمور ملوكه وعمّاله بنفسه ، وكان لا يطّلع على أحد منهم خيانة إلّا أنكر ذلك عليه ، وكان لا يقبل ذلك حتى يطّلع هو عليه بنفسه ، قال : فبينا هو يسير متنكرا في بعض المدائن ، قال : فجلس إلى قاض من قضاتهم أياما. لا يختلف إليه أحد في خصومة. فلما أن طال ذلك بذي القرنين ولم يطّلع على شيء من أمر ذلك القاضي ، وهمّ بالانصراف إذ هو برجلين قد اختصما إليه ، فادّعى أحدهما فقال : أيها القاضي ، إني اشتريت من هذا دارا عمّرتها ووجدت فيها كنزا ، وإني دعوته إلى أخذه فأبى عليّ فقال له القاضي : ما تقول؟ قال : ما دفنت ولا علمت به ، فليس هو لي ولا أقبضه منه ، قال المدّعي : أيها القاضي مر من يقبضه فيضعه حيث أحببت ، فقال القاضي : تفرّ من الشرّ وتدخلني فيه؟ ما أنصفتني وما أظن هذا في قضاء الملك ، فقال القاضي : تفرّ من الشرّ وتدخلني فيه؟ ما أنصفتني وما أظن هذا في قضاء الملك ، فقال القاضي : هل لكما في أمر أنصف مما دعوتماني إليه؟ قالا : نعم ، قال للمدّعي : ألك ابن؟ قال : نعم ، وقال الآخر : ألك ابنة؟ قال : نعم قال : اذهب فزوّج ابنتك من ابن هذا ، وجهّزوهما من هذا المال وادفعوا فضل ما بقي إليهما يعيشان به ، فتكونا قد صليتما بخيره وشره. فعجب ذو القرنين حين سمع ذلك ، ثم قال للقاضي : ما ظننت أن في الأرض أحدا يفعل مثل هذا ، أو قاضي يقضي بمثل هذا. فقال القاضي ـ وهو لا يعرفه : ـ فهل أحد يفعل غير هذا؟ قال ذو القرنين : نعم ، قال القاضي : فهل تمطرون في بلادهم؟ فعجب ذو القرنين من ذلك فقال : بمثل هذا قامت السموات والأرض.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنا أبو البركات أحمد بن عبد الله بن علي المقرئ ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن [عثمان](١) ، أنا الحسن بن الحسين بن [حمار](٢) ، أنا النقاش أبو بكر ، نا الحسن بن عامر بنسا ، نا أبو [موسى](٣) قال : سمعت الشافعي يقول : جلس الإسكندر يوما فلم يأته طالب حاجة ، فلمّا قام من مجلسه قال : هذا يوم لا أعدّه من عمري.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد المجلي (٤) ، أنا أبو بكر أحمد بن
__________________
(١) بياض بالأصل مقدار كلمة والمثبت عن م.
(٢) بياض بالأصل مقدار كلمة والمثبت عن م.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م ، ورسمها بالأصل «مول».
(٤) بالأصل وم «المحلى» والصواب ما أثبت وضبط.