علي ، حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد أبو سعد الأستراباذي (١) ، قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن ساه يقول : سمعت أبا ثور عمرو بن جعفر الفقيه اللبناني بسمرقند يقول : قيل للإسكندر : ما لنا نرى تجليلك (٢) أستاذك أكثر من تجليلك لوالدك؟ فقال : لأن والدي سبب حياتي الفانية ، وأستاذي سبب حياتي الباقية.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمّد الوكيل ، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي ، قال : قال : أنا أبو سعيد الواعظ النيسابوري ، كتب الإسكندر على باب مدينة الإسكندرية : أجل قريب بيد غيرك ، وسوق حثيث من الليل والنهار ، وإذا انتهت المدّة حيل بينك وبين العدّة ، فأكرم أجلك بحسن صحبة سائقيك ، وإذا بسط لك الأمل فاقبض نفسك عنه بالأجل ، فهو المورد وإليه الموعد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا أبو داود ، عن سفيان ، قال : بلغنا أن أول من صافح ذو القرنين (٣).
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنبأ أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، أنا أحمد بن عبد الرّحمن ، أخبرني عمي ، أخبرني ابن لهيعة ، حدّثني سالم بن غيلان ، عن سعيد بن أبي هلال أن معاوية بن أبي سفيان ، قال لكعب الأحبار : أنت تقول : إن ذا القرنين لما حضرته الوفاة كتب إلى أمه يأمرها أن تصنع طعاما ثم تجمع عليه نساء أهل المدينة ، فإذا وضع الطعام بين أيديهن ، فاعزمي عليهن ألا تأكل منه امرأة ثكلى ، ففعلت ذلك ، فلم تمد امرأة يدها إليه ، فقالت : سبحان الله كلكن ثكلى؟ قلن : أي والله ، ما منا امرأة إلّا أثكلت (٤).
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الحسن
__________________
(١) نسبة إلى أسترآباذ بالفتح ، بلدة كبيرة مشهورة ، من أعمال طبرسان بين سارية وجرجان (ياقوت).
(٢) كذا بالأصل وم.
(٣) البداية والنهاية ٢ / ١٢٩.
(٤) المصدر نفسه / الجزء والصفحة.