وهو (١) ذو الكفل ، ويعقوب وهو إسرائيل ، وإنما سمّي إسرائيل لأنه أسري به في سبع سماوات ، وإنما سمّي يوشع ذو الكفل لأنه يكفل على جبار مترف من ملوك الأرض إن هو تاب وراجع أن يدخله الله الجنة ، فوفى الله عزوجل له بذلك ، ويونس وهو ذو النون وإنما سمّي ذا النون لأنه كان في بطن النون أربعين يوما ، وعيسى وهو المسيح وإنما سمّي المسيح لأنه كان سياحا في الأرض ، فهو فضل محمّد صلىاللهعليهوسلم عليهم فاسمه في القرآن محمّد وفي الإنجيل أحمد ، وفضل أحيد (٢) واسمه في التوراة أحيد.
أنبأنا أبو تراب الأنصاري ، نا أحمد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، نا أحمد بن سندي ، قال : أنا الحسن ، نا إسماعيل ، نا إسحاق ، قال : وحدثت عن ابن سمعان عن بعض أهل العلم بالكتب : أن ذا (٣) الكفل كان أليسع بن خطوب (٤) الذي كان مع الناس وليس أليسع الذي ذكره الله جل وعز في القرآن وأليسع وذا الكفل ، ويقال : كان غيرهما ، والله أعلم ، ولكنه كان قبل داود عليهالسلام ، وذلك أن ملكا جبارا يقال له كنعان وكان من العماليق ويقال بل كان من بني إسرائيل وكان لا يطاق في زمانه لظلمه وطغيانه ، وكان ذو الكفل يعبد الله عزوجل سرا منه ويكتم إيمانه وهو في مملكته فقيل للملك إنّ في مملكتك رجلا يفسد عليك أمرك ويدعو الناس إلى غير عبادتك فبعث إليه ليقتله فأتى به ، فلما دخل عليه قال له الملك : ما هذا الذي بلغني عنك أنك تعبد غيري؟ فقال له ذو الكفل : اسمع مني ولا تعجل وتفهّم ولا تغضب ، فإن الغضب عدو للنفس ، يحول بينها وبين الحق ويدعوها إلى هواها ، وينبغي لمن قدر أن لا يغضب فإنه قادر على ما يريد. قال : تكلم ، قال : فبدأ ذو الكفل وافتتح الكلام بذكر الله عزوجل والحمد لله ثم قال له : تزعم أنك إله ، فإله من يملك ، أو إله جميع الخلق؟ فإن كنت إله من تملك فإن لك شريكا فيما لا تملك وإن كنت إله الخلق فمن إلهك؟ فقال له : ويحك ، فمن إلهي؟ قال : إله السماء والأرض وهو خالقهما ، وهذه الشمس والقمر والنجوم ، فاتّق الله واحذر عقوبته ، فإن أنت عبدته ووحّدته رجوت لك ثوابه ، والخلود في جواره ، قال له
__________________
(١) كذا بالأصل وم ويبدو أن سقطا في الكلام بعد لفظة «وهو ...» باعتبار ما يأتي في الفقرة التالية.
(٢) اللفظتان : وفضل أحيد ، كذا وردتا بالأصل ويبدو أنهما مقحمتان وفي م : وفضل باحيد.
(٣) بالأصل : ذو والمثبت عن م.
(٤) في مختصر ابن منظور ٨ / ٢٣١ حطوب بالحاء المهملة.