قال : أتعبناك يا أبا الفيض ، إن تشأ أن تقيم عندنا فأقم ، وإن تشأ أن تنصرف فانصرف ، فاخترت الانصراف (١).
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأ أبو الفرج محمّد بن عبيد الله الخرجوشي (٣) ـ لفظا ـ نا أبو العباس الحسن بن سعيد (٤) المطوعي ، نا أبو محمّد (٥) بنان بن عبد الله المصري ـ بمصر ـ قال : سمعت أبا الفيض ذا النون بن إبراهيم المصري يقول : سألني جعفر المتوكل أمير المؤمنين أن أكتب له دعاء يدعو به ، وأمر يحيى بن أكثم أن يكتبه له ، فقلت له اكتب : ربّ أقمني في أهل ولايتك ، مقام رجاء الزيادة من محبتك ، واجعلني ولها بذكرك في ذكرك إلى ذكرك ، وفي روح بحابح أسمائك لا سمك ، وهب لي قدما أعادل بها بفضلك أقدام من لم يزل عن طاعتك ، وأحقق بها ارتياحا في القرب منك ، وأحف (٦) بها جولا في الشغل بك ، ما حييت ، وما بقيت رب العالمين ، إنك رءوف رحيم. اللهم بك أعوذ وألوذ وأؤمل البلغة إلى طاعتك ، والمثوى الصالح من مرضاتك ، وأنت ولي قدير.
قال ذو النون : فقال لي يحيى بن أكثم : هذا بس (٧) يا أبا الفيض؟ فقلت له : هذا لهذا كثير إن أراد الله به خيرا ، قال : ثم خرجت وودعته.
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم الشّيحي ، أنبأ أبو بكر الخطيب (٨) ، أنا
__________________
(١) الخبر نقله الذهبي عن عمرو بن السرح ، ببعض اختلاف ١١ / ٥٣٥.
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦.
(٣) بالأصل «الحرجوشي» والمثبت عن تاريخ بغداد وضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى خرجوش اسم بعض الأجداد.
(٤) كذا بالأصل والأنساب ، وفي تاريخ بغداد «سعد».
(٥) في تاريخ بغداد : حدثنا أبو بكر محمّد بن بنان بن عبد الله.
(٦) إعجامها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٧) كذا بالأصل وتاريخ بغداد وبهامشها : أراد بها استقلال المرغوب فيه ، وهي عربية بمعنى حسب ، وقد تظن عامية.
(٨) الخبر في تاريخ بغداد ٨ / ٣٩٤.