وأخبرنا أبو القاسم رجاء بن حامد بن رجاء المعداني الخطيب (١) ، نا سليمان بن إبراهيم ح.
وأخبرنا أبو غانم صاعد بن رجا بن محمّد بن عبد الوهاب ، أنبأ رجاء بن قولوية ، قالوا : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر إملاء ، قال : سمعت محمّد بن محمّد بن عبيد الله الجرجاني يقول : سمعت محمّد بن بشير يقول : سمعت محمّد بن عبيد يقول : سمعت ذا النون يقول : لو عرف الناس ذلّ أهل المعرفة في أنفسهم عند أنفسهم لحثّوا في وجوههم الرماد ، قال : فذكر ذلك لطاهر المقدسي ، فقال : رحم الله أبا الفيض حقا ما قال ولكني أقول : لو أبدى الله نور أهل المعرفة للزاهدين والعابدين لاحترقوا وتلاشوا واضمحلوا حتى كأنهم لم يكونوا.
أخبرنا بها بتمامها : أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد العزيز الضّبّي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أسيد المديني ، قال : سمعت أبا عبد الله الجرجاني يقول : سمعت محمّد بن محمّد بن عبيد الله الجرجاني يقول : سمعت محمّد بن بشر يقول : سمعت محمّد بن عبيد يقول : سمعت ذا النون يقول : لو عرف الناس ذلّ أهل المعرفة في أنفسهم لحثوا في وجوههم (٢) قال : فذكر ذلك لطاهر المقدسي فقال : رحم الله أبا الفيض حقا ما قال ولكني أقول : لو أبدى الله نور أهل المعرفة للزاهدين والعابدين لاحترقوا ، وتلاشوا واضمحلوا حتى كأنهم لم يكونوا (٣) ، لا يزال العارف (٤) مترددا بين الفخر والفقر ، فإذا ذكر الله افتخر ، وإذا ذكر نفسه افتقر.
وقال ذو النون يوما : ذكر الله لك أكبر من ذكرك له لأنك ذكرته بعد أن ذكرك ، وحبه لك أشدّ من حبك له.
لأنه أحبك قبل أن يخلقك ومن حبه لك ثواب حبك له ، وقال يوما : الله يعبده في أوان معاصيه وإعراضه عن ربه أشد نظرا له وحيا من العبد في أوان تتابع نعمه وكمال كرامته وعظم ستره وإحسانه.
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٥٤٤.
(٢) في حلية الأولياء ٩ / ٣٦١ لحثوا التراث على رءوسهم وفي وجوههم.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٩ / ٣٦٩.
(٤) هذا القول نقله في الحلية من كلام ذي النون ٩ / ٣٥٣.