الظاهر أبعدهم من الله عزوجل.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو عثمان الصابوني ، أنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلّبي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن حمشاد يقول : سمعت يوسف بن الحسين الرازي يقول : سمعت ذا النون المصري يقول : اعلموا أنه لا يصفو للعامل عمل إلّا بالإخلاص فمن أخلص لله لم يرج غير الله ، واعلم أنه لا قبول لعمل يراد به غير الله ، فمن أراد طريقا قريبا إلى الإخلاص فلا يدخلن في إرادته أحدا غير الله ، فشمر عن ساقك ، واحذر حذر رجل لم يدخل في العظمة لله تعظيم غير الله وجعل الغالب على قلبه أنه لو لا الله ما عملت عملا ، فإذا علت على قلبك ذلك فقد صفا قلبك بالإخلاص.
حدّثنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن عبد الله إملاء وقراءة ، قال : نا محمّد بن أحمد بن علي إملاء ، نا أحمد بن موسى ، نا أحمد بن محمّد بن سياه فيما أرى ، نا أحمد بن روح بن أيوب ، قال : سمعت ذا الكفل بن إبراهيم قال : سمعت أخي ذا النون يقول : العاقل لا ينبغي لنفسه مسرة تكون على غيره مضرة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسين ، نا أبو سعد الشعبي ، قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : سمعت أحمد بن محمّد بن هاشم يقول : سمعت بكر بن عبد الرّحمن يقول : سمعت ذا النون يقول : إلهي أنا لا أصبر عن ذكرك في الدنيا فكيف أصبر عنك في الآخرة.
قال : وأنا بكر بن أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن أحمد بن سعيد الرازي يقول : سمعت أبا الفضل العباس بن حمزة قال : سمعت ذا النون يقول : كان الرجل من أهل العلم يزداد بعلمه بغضا للدنيا وتركا لها ، واليوم يزداد الرجل بعلمه للدنيا حبا ولها طلبا ، كان الرجل ينفق ماله على علمه ، واليوم يكسب الرجل بعلمه مالا ، وكان يرى على صاحب العلم زيادة في باطنه وظاهره ، واليوم يرى على كثير من أهل العلم فساد الباطن والظاهر.
قال : وأنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن عبد العزيز ، قال : سمعت يوسف بن الحسين يقول : سمعت ذا النون المصري يقول : الناس كلهم موتى إلّا العلماء ، والعلماء كلهم نيام إلّا العاملون ، والعاملون كلهم مغترون إلّا المخلصون ،