أنشدني أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب لأبي ذؤيب الهذلي يرثي بنين له ماتوا (١) :
وإذا المنية أنشبت أظفارها |
|
ألفيت كلّ تميمة لا تنفع |
فالعين بعدهم كأنّ حداقها |
|
سملت بشوك (٢) فهي عور تدمع |
وتجلّدي للشامتين أريهم |
|
أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع |
حتى كأني للحوادث مروة |
|
بصفا المشرّق كلّ يوم تقرع |
والنفس راغبة إذا رغّبتها |
|
وإذا تردّ إلى قليل تقنع |
قال أبو العباس : المشرّق : نحو مسجد الخيف (٣) ، والمرو : الحجارة (٤).
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الحرّاني ، عن أبيه قال : يقول ابن الزبير : قال أبو ذؤيب الهذلي (٥) :
وعيّرها الواشون أنّي أحبّها |
|
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها |
فإن أعتذر منها فإنّي مكذّب |
|
وإن تعتذر يردد عليها اعتذارها |
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، نا أبو الحسن عبد الله بن عمر بن يعقوب الهروي ، نا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا عثمان بن عبد الرّحمن الجزري ، نا عبيد الله بن العبّاس ، عن جويبر بن سعيد الأزدي ، عن الضحاك بن مزاحم في حديث سؤال نافع بن الأزرق لابن عباس ، قال : ـ يعني ابن عباس ـ أما سمعته ـ يقول : أبو ذؤيب الهذلي ـ وهو يقول (٦) :
كأن النصل والفوقين منه |
|
خلال الريش سيط به المشيح (٧) |
__________________
(١) من قصيدة طويلة رثى بنيه الخمسة في عام واحد ، أصابهم الطاعون شرح أشعار الهذليين ١ / ٨.
(٢) عن شرح أشعار الهذليين وبالأصل «بشرك».
(٣) وقيل : المشرق سوق الطائف.
(٤) في شرح أشعار الهذليين : الحجارة البيض.
(٥) البيتان في شرح أشعار الهذليين ١ / ٧٠ ـ ٧١ ومعجم الأدباء ١١ / ٨٩.
(٦) البيتان في شرح أشعار الهذليين ٣ / ١٣٠٧ فيما نسب إلى أبي ذؤيب وقافيته محرفة عمّا هنا.
(٧) شرح أشعار الهذليين : مشيج.