وجل : (إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ، وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي)(١) ، قال : هو النهر الذي عند قنطرة أم حكيم بنت الحارث بن هشام ، قال : وسمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : وفيه غسل يحيى لعيسى عليهماالسلام.
أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين المقرئ ـ في كتابه ـ أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي بن الحسين ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا عثمان بن الساج ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، ومقاتل ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، وجويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، وسعيد بن بشير ، عن قتادة ، وسعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، وابن سمعان ، عن من يخبره عن مكحول ، وإدريس بن إلياس ، عن وهب بن منبّه كلّ يحدّث بقصّة داود عليهالسلام ـ وزاد بعضهم : على بعض فاختلف بعضهم قالوا : كان سبب ما أراد الله عزوجل من الخير والكرامة بداود أنه كان داود مع أربعة إخوة له ، وكان أبوهم شيخا كبيرا ، فخرج إخوة داود مع طالوت وتخلّف أبوهم ، وأمسك داود يرعى غنما له ، وقد تقارب الناس للقتال ، ودنا بعضهم من بعض ، فحدّثني سعيد بن بشير ، وابن أبي عروبة عن قتادة ، عن الحسن : أن داود كان رجلا قصيرا أزرق ، أزعر ـ قليل شعر الرأس ـ طاهر القلب ، فبينما هو في غنمه يرعاها إذ أتاه نداء : يا داود أنت قاتل جالوت فما تصنع هاهنا؟ استودع غنمك ربك عزوجل والحق بإخوتك ، فإن طالوت قد جعل لمن يقتل جالوت نصف ماله ، ويزوّجه ابنته ، قال : فاستودع غنمه ربّه ، وخرج حتى أتاه ، فقال له : ما جاء بك؟ قال : جئت ألحق بإخوتي فأنظر ما حالهم ، وكره أن يخبر أباه بما سمع.
قال : وأنا إسحاق ، أنا ابن سمعان عن من يخبره ، قال : قال مكحول : إن أباه اتخذ لإخوته زادا ، فقال له : يا بني انطلق إلى إخوتك بما صنعنا لهم يتقوون به على عدوهم ، فادفعه إليهم ، وانظر ما حالهم ، وعجّل الانصراف إليّ وإلى ضيعتك.
قال : وأنا إسحاق ، أنا جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : أن داود لما سمع النداء استودع غنمه ربه عزوجل وانصرف إلى أبيه ، فقال له أبوه : ما صنعت بغنمك؟
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٩.