البزاني (١) ، أنا عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي ، أنا عبد الله بن محمّد بن عمر ، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر رستة (٢) ، نا يزيد بن هارون ، نا العوّام بن حوشب ، عن مجاهد قال : قلت لابن عباس : أسجد في (ص)؟ فتلا هذه الآية : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) إلى قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ)(٣) ، قال : كان داود ممن أمر نبيكم صلىاللهعليهوسلم أن يقتدي به (٤).
قال : ونا عمي ، نا روح بن عبادة ، نا العوّام بن حوشب ـ يعني عن مجاهد ـ قال : سألت عنها ابن عبّاس فقرأ عليّ : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ) إلى قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ، قال : فكان داود ممن أمر نبيكم أن يقتدي به (٥).
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن بركات بن محمّد المقدسي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن الحسن بن عمر بن رداد التّنّيسي المقرئ [قدم بيت](٦) المقدس ، نا أبو ذرّ عبد بن أحمد الحافظ (٧) ـ بقراءته علينا بمكة ـ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ـ ببلخ ـ نا عبد الله بن محمّد بن دينار السّاوي ـ بساوة (٨) ـ نا أبو علي أحمد بن محمّد بن الحارث السّاوي ، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد ، نا أبي ، عن نوفل بن سليمان الهناني ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «حقا لم يكن لقمان نبيّا ، ولكن كان عبدا صمصامة ، كثير التفكر ، حسن الظّنّ ، أحبّ الله فأحبّه ، وضمن عليه بالحكمة ، كان نائما نصف النهار إذ جاءه نداء : يا لقمان ، هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؟ فانتبه ، فأجاب الصوت ، فقال : إن يخيرني ربي قبلت ، فإني أعلم إن فعل ذلك بي أعانني وعلّمني
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٥٤٩.
(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٢٤٢.
(٣) سورة الأنعام ، الآيات من ٨٤ إلى ٩٠.
(٤) يريد أن داود عليهالسلام سجدها ، فسجدها رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما أمر اقتداء بداود.
(٥) نقله ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ١٦.
(٦) ما بين معكوفتين زيادة مرجحة منا ، ومكانها بالأصل لفظة غير مقروءة ورسمها : «قعرم» وفي م : قدم القدس.
(٧) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٥٤.
(٨) ساوة : بلدة بين الري وهمذان.