وعصمني ، وإن خيرني ربي قبلت العافية ، ولم أقبل البلاء ، فقالت الملائكة بصوت لا يراهم : لم يا لقمان؟ قال : لأنّ الحاكم بأشدّ (١) المنازل وأكدرها ، يغشاه الظلم من كلّ مكان ، ينجو ويعان ، وبالحري أن ينجو وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة ، ومن يكن في الدنيا ذليلا خير (٢) من أن يكون شريفا ، ومن يختر الدنيا على الآخرة (٣) [تفتنه الدنيا ولا يصيب ملك الآخرة قال : فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فغطّ بالحكمة غطا فانتبه فتكلّم بها ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط شرط لقمان فهوى في الخطيئة غير مرة ، وكل ذلك يصفح الله ويتجاوز ويغفر له وكان لقمان يؤازره بالحكمة وعلمه ، فقال له داود : طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية ، وأوتي داود الخلافة وابتلي بالرزية أو الفتنة» [٤٠٥٤].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، حدّثنا أبو كريب محمّد بن فضيل ، حدّثني محمّد بن سعد ، عن عبد الله بن ربيعة بن يزيد الدمشقي ، عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدّرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كان داود يقول : اللهمّ إني أسألك حبك وحب من يحبك ، والعمل الذي يبلغني حبك اللهمّ اجعل حبك أحبّ إليّ من نفسي وأهلي ، ومن الماء البارد».
قال : وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا ذكر داود وحدّث عنه قال : «كان أعبد البشر».
أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، نا أبو محمّد بن حبان ـ من أصله ـ نا الحسن بن محمّد بن أسيد الأبهري أبو علي ، نا محمّد بن سعيد ، نا علي بن مجاهد عن (....) بن الغصن ، عن أنس بن مالك أن رجلا قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : يا خير الناس؟ قال : «ذاك إبراهيم» قال : يا أعبد الناس ، قال : «ذاك داود».
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ـ إملاء ـ أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق ، نا بشر بن معاذ العقدي ، نا
__________________
(١) الأصل : «باشل» كذا ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ٨ / ١٠٧.
(٢) في المختصر : حرم.
(٣) سقط بالأصل وما بين معكوفتين زيادة عن م.