عبد الرّحمن بن سعيد بن هارون ، نا الحسن بن محمّد بن التياح ، نا محمّد بن يزيد بن خنيس ، قال : قال وهيب بن الورد : كان داود النبيّ صلىاللهعليهوسلم قد جعل الليل عليه وعلى أهل بيته دولا ، لا تمر ساعة من ليل إلّا وفي بيته لله ساجد وذاكر ، فلما كان نوبة داود قام يصلي لنوبته ، فكأنه دخل قلبه مما هو وأهل بيته من العبادة ، فاطّلع الله على قلبه وعجبه مما هو فيه وأهل بيته من العبادة ، وكان بين يديه نهر ، فأنطق الله ضفدعا من ذلك النهر فنادته ، فقالت : يا داود ، ما يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك من العبادة؟ فو الذي أكرمك بالنبوة إني لقائمة لله على رجل ما استراحت أوداجي من تسبيحه منذ خلقني الله إلى هذه الساعة ، فوالذي يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك ، قال : فتصاغر إلى داود ما هو فيه وأهل بيته من العبادة.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعد ، أنا أبو الحسن بن فراس ، أنا أبو جعفر الدّيبلي ، نا أبو عبيد الله المخزومي ، نا سفيان في قوله تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ)(١) ذا القوة في أمر الله ، والنصرة في أمر الله والبصيرة.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن عبد الله ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني ، وأبو عبد الله محمّد بن حمزة بن محمّد الحرّاني ، قالا : قرئ على أبي القاسم الحسن بن علي البجلي ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد ، نا يحيى بن معين ، نا عبد الحميد بن أبي راود عن صدقة بن يسار قال : بينا داود في محرابه إذ أبصر دودة فتفكر في خلقها ، فقال : ما يعبأ الله بهذه شيئا ، فانطقها الله له ، فقالت : يا داود أتعجبك نفسك؟ لأنا على قدر ما أتاني الله أكثر ذكرا لله وأشكر له منك ، قال الله تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)(٢) ، كذا قال ، ورواه غيره عن عبد المجيد ، عن أبيه.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل بن نظيف (٣) ـ بمكة ـ نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد التّنّيسي ، قدم علينا ـ إملاء ـ نا الحسن بن منير الوشاء ، نا شريح بن يونس ، نا عبد المجيد بن
__________________
(١) سورة ص ، الآية : ١٧.
(٢) سورة الإسراء ، الآية : ٤٤.
(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٧٦.