عبد العزيز بن أبي روّاد (١) ، عن أبيه ، عن صدقة بن يسار ، قال : كان داود في محرابه إذ نظر إلى دودة صغيرة ، فعجب من خلقها ، فأنطقها الله تعالى ، فقالت : يا داود أنا على صغري أطوع لله منك على كبرك.
قال : وأنا أبو (٢) عبد الله الحافظ ، ومحمّد بن موسى ، قالا : أنا أبو العباس ـ هو الأصم ـ نا محمّد بن إسحاق ، نا يحيى ـ هو ابن معين ـ نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد ، قال : قال أبي عن صدقة بن يسار ، قال : كان داود في محرابه فأبصر دودة صغيرة ، قال : ففكر في خلقها ، وقال : ما يعبأ الله جل ذكره بخلق هذه ، قال : فأنطقها الله عزوجل ، فقالت : يا داود أتعجبك نفسك ، لأنا على قدر ما أتاني الله عزوجل أذكر لله وأشكر له منك على ما أتاك الله ، قال الله عزوجل : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)(٣).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو القاسم الحربي أنا أحمد بن سلمان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن بشير الكندي نا عبد المجيد عن أبيه عن صدقة بن يسار قال : بين داود عليهالسلام في محرابه إذ مرت به ذرّة فنظر إليها وفكر في خلقها وعجب منها وقال : ما يعبأ الله عزوجل هذه فأنطقها الله عزوجل فقالت : يا ذا تعجبك نفسك ، فو الذي نفسي بيده لأنا على ما أتاني الله عزوجل من فضله أشكر منك على ما أتاك الله من فضله (٤).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسين ح.
وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قال : أنا أبو القاسم الحربي ، أنا أحمد بن سلمان ، نا عبد الله ، أنا محمود بن غيلان ـ وفي رواية زاهر : قال : قال محمود بن غيلان ـ نا أبو أسامة حدّثني خالد بن محدوج أبو روح ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : إن داود نبي الله صلىاللهعليهوسلم ظنّ في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه ، وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جنبه ، فقال : يا
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٤٣٤.
(٢) كتبت فوق السطر.
(٣) سورة الإسراء ، الآية : ٤٤.
(٤) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٤٠٦ وفيه : درة بالدال المهملة.