داود افهم إلى ما يصوت الضفدع ، فأنصت داود ، فإذا الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود ؛ فقال له الملك : كيف ترى يا داود؟ فهمت ما قالت؟ قال : نعم ، قال : ما ذا قالت؟ قال : قالت : سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب ، قال داود : لا والذي جعلني نبيّه إني لم أمدحه بهذا (١).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، نا عبد الرّحمن ، نا جابر بن يزيد ، عن المغيرة بن عتيبة ، قال : قال داود : يا رب هل بات أحد من خلقك الليلة أطول ذكرا لك مني فأوحى الله إليه : نعم ، الضفدع ، وأنزل الله عليه : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ، وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) ، قال : يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم عليّ؟ ثم قال : يا رب كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم عليّ ثم ترزقني على النعمة الشكر ، ثم تزيدني نعمة بعد نعمة ، فالنعمة منك يا رب والشكر منك فكيف أطيق شكرك؟ قال : الآن عرفتني يا داود حق معرفتي.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حامد المقرئ ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا الخضر بن أبان ، نا سيّار بن حاتم ، نا جعفر بن سليمان ، حدّثني ثابت ، وعبد الوهاب بن أبي حفص ، قال : أمسى داود عليهالسلام صائما ، فلما كان عند إفطاره أتي بشربة لبن ، قال : من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا : من شاتنا ، قال : ومن أين ثمنها؟ قالوا : يا نبي الله ، من أين يسأل ، قال : إنا معاشر الرسل أمرنا أن نأكل من الطيبات ونعمل صالحا.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، نا أبو عبيد الله ، نا سيّار ـ يعني ابن حاتم ـ ، نا جعفر ، حدّثني ثابت ، وعبد الوهاب بن أبي حفص : أن داود نبي الله أمسى صائما فأتي بشربة لبن ، فقال : من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا : من شاة لنا ، قال : ومن أين لكم الشاة؟ قالوا : اشتريناها فلم تسأل يا نبي الله؟ قال : إنا معاشر الرسل أمرنا أن نأكل من الطيبات وأن نعمل صالحا.
__________________
(١) ابن العديم ٧ / ٣٤٠٧.