فررت وأسلمت ابن أمّك مالكا |
|
تلاعب أطراف الوشيج المزعزع (١) |
فسمّي عامر ملاعب الأسنة ، فهو أول يوم سمّي فيه ، وقيل : إنّما سمّي ملاعب الأسنة لقول أوس بن حجر فيه (٢) :
يلاعب أطراف الأسنة عامر |
|
فراج له خط الكتائب (٣) أجمع |
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة قال : وكان ابن شهاب يقول في هذا الحديث : حدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك السلمي ورجال من أهل العلم :
أن عامر بن مالك بن جعفر الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو مشرك ، فعرض عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الإسلام ، فأبى أن يسلم ، وأهدى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم هدية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّي لا أقبل هدية مشرك» ، فقال عامر بن مالك : يا رسول الله ابعث معي من شئت من رسلك فأنا لهم جار ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم رهطا فيهم : المنذر بن عمرو السّاعدي ـ وهو الذي يقال : أعتق ليموت ـ عينا له في أهل نجد فسمع بهم عامر بن الطفيل فاستنفر بني عامر ، فأبوا أن يطيعوه ، وأبو أن يخفروا (٤) عامر بن مالك فاستنفر بني سليم ، فنفروا معه ، فقتلوهم ببئر معونة (٥) غير عمرو بن أمية الضّمري ، أخذه عامر بن الطفيل [فأرسله ، فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمن بينهم» فلما قال حسان بن ثابت في تخفير](٦) عامر بن (٧) مالك ما قال من الشعر طعن ، زعموا ، ربيعة بن عامر بن مالك ابن الطفيل في تخفيره
__________________
(١) البيت في ديوان أوس بن حجر ط بيروت ص ٦١ وصدره فيه :
فرارا وأسلمت ابن امك عامرا
(٢) البيت في ديوانه ص ٥٨.
(٣) بالأصل : «الكايب» والمثبت عن م. وعجزه في الديوان :
وصار له حظّ الكتيبة أجمع
(٤) بالأصل وم : يخبروا.
(٥) عن م وبالأصل : «معاوية».
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : تخفير عامر بن الطفيل عامر بن مالك.