منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا مجاهد بن موسى ، نا القاسم بن مالك ، عن معروف بن خرّبوذ (١) ، عن أبي الطفيل بن واثلة ـ سماه ابن المقرئ : عامرا ـ قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم يطوف بالبيت على ناقة يستلم الحجر بمحجنه ـ وقال ابن حمدان : على ناقته يستلم الحجر بمحجن معه ـ.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن سيبخت (٢) ، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم من قريش الحكيمي الكاتب ، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب ، نا عبد الله بن شبيب ، عن الزبير ، حدّثني محمّد بن سلام الجمحي ، عن عبد الرّحمن الهمداني ، قال :
دخل أبو الطّفيل عامر بن واثلة الكناني على معاوية فقال له معاوية : أبا الطّفيل ، قال : نعم ، قال : ألست من قتلة عثمان؟ قال : لا ، ولكني ممن حضره ، فلم [ينصره](٣) قال : وما منعك من نصره؟ قال : لم ينصره المهاجرون (٤) والأنصار ، فقال معاوية : أما لقد كان حقه واجبا عليهم أن ينصروه ، قال : فما منعك يا أمير المؤمنين من نصره ومعك أهل الشام؟ فقال معاوية : أما طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطّفيل ثم قال : أنت وعثمان كما قال الشاعر :
لا ألفينّك بعد الموت تندبني |
|
وفي حياتي ما زوّدتني زادي |
فقال له معاوية : يا أبا الطّفيل ما أبقى لك الدّهر من ثكلك عليا؟ قال : ثكل العجوز المقلات والشيخ الرقوب ، ثم ولّى ، قال : فكيف حبّك له؟ قال : حبّ (٥) أمّ موسى لموسى ، وإلى الله أشكو التقصير.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللنباني (٦) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا زياد بن حسان
__________________
(١) بالأصل «خربود» وفي م : «حربود» وكلاهما تحريف والصواب ما أثبت.
(٢) ضبطت عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٩٦.
(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن م.
(٤) عن م ، وبالأصل : المهاجرين.
(٥) عن م ، وبالأصل : أحب.
(٦) عن م ، وبالأصل : اللبناني.