روح بن عبادة ، نا الحجّاج بن الأسود ـ وفي رواية ابن الخليل : نا حجاج الأسود (١) ، وهو الصواب ـ قال : تمنى رجل فقال : ليتني بزهد الحسن ، وورع ابن سيرين ، وعبادة عامر بن عبد قيس ، وفقه سعيد بن المسيّب.
قال روح : وذكر مطرّفا بشيء لا أدري ما هو. قال : فنظروا في ذلك ـ زاد ابن الخليل : كله (٢) ، فقالا ـ فوجدوه كله كاملا في الحسن.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، وأبو نصر محمّد بن الحسن (٣) ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري عن أبي عمر (٤) بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٥) ، نا عمرو بن عاصم الكلابي ، حدّثني (٦) الصبّاح بن أبي عبدة العنبري ، حدّثني رجل من الحي ، كان صدوقا فأنسيت أنا اسمه قال : صحبت عامرا في غزاة فنزلنا بحضرة غيضة ، فجمع متاعه وطول لفرسه ، وطرح له. قال : ثم دخل الغيضة ، فقلت : لأنظرن ما يصنع الليلة. قال : فانتهى إلى رابية ، فجعل يصلي ، حتى إذا كان في وجه الصبح أقبل في الدعاء ، فكان فيما يدعو : اللهم ، سألتك ثلاثا فأعطيتني اثنتين ومنعتني واحدة ، اللهم فأعطنيها حتى أعبدك كما أحب وأريد. قال : وانفجر الصبح ، قال : فرآني ، فقال : ألا أراك كنت تراعيني (٧) منذ الليلة لهممت بك ، ورفع صوته عليّ ، ولهممت وفعلت ، قلت : دع هذا عنك ، والله لتحدثني بهذه الثلاثة التي سألتها ربك أو لأخبرن بما تكره مما كنت فيه الليلة. قال : ويلك ، لا تفعل ، قال : قلت ، هو ما أقول لك ، فلما رآني أني غير منته قال : فلا تحدّث به ما دمت حيا. قال : قلت لك الله عليّ بذلك. قال : إني سألت ربي أن يذهب عني حبّ النساء ولم يكن شيء أخوف عليّ في ديني منهن ، فو الله ما أبالي امرأة رأيت أم جدارا ، وسألت ربي أن لا أخاف أحدا غيره ، فو الله ما أخاف أحدا غيره ، وسألت ربي أن يذهب عنّي النوم حتى أعبده بالليل والنهار كما أريد ، فمنعني.
__________________
(١) وهي عبارة المعرفة والتاريخ.
(٢) سقطت اللفظة من رواية ابن الخليل في المعرفة والتاريخ.
(٣) زيد في المطبوعة : ابن البناء.
(٤) بالأصل وم : «أبي عمرو» خطأ والصواب ما أثبت.
(٥) الخبر في طبقات ابن سعد ٧ / ١٠٥.
(٦) في ابن سعد والمطبوعة : حدثني جدي الصباح.
(٧) عن ابن سعد وبالأصل وم : تراعني.