قال (١) : وأنا عمرو بن عاصم ، نا جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار ، قال : لما رأى كعب عامرا بالشام قال : من هذا؟ قالوا : عامر بن عبد قيس العنبري البصري ، قال :
فقال كعب : هذا راهب هذه الأمة.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن ، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد الله (٢) السّوذرجاني ، أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، نا أبو القاسم عمر بن محمّد بن حاتم ، نا جدي محمّد بن عبيد الله بن مرزوق ، نا عفّان بن مسلم ، نا جعفر بن سليمان ، نا سعيد الجريري قال :
لما سيّر عامر بن عبد الله شيّعه إخوانه ، فلما كان بظهر المربد قال : إني داع فأمّنوا ، فقالوا : هات ، فقد كنا نستبطئ هذا منك ، قال : اللهم ، من أشي (٤) بي ، وكذّب عليّ ، وأخرجني من مصري ، وفرّق بيني وبين إخواني ، اللهم أكثر ماله ، وولده ، وأصح جسمه ، وأطل عمره.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا يوسف بن عبد الله الحلواني ، نا عثمان بن الهيثم أو مسلم بن إبراهيم عن الحسن بن أبي جعفر قال :
كان عامر بن عبد الله قد فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة ، فكان إذا صلّى العصر جلس قد انتفخت قدماه من طول القيام ، فيقول : يا نفس ، بهذا قد أمرت ، ولهذا خلقت ، يوشك أن يذهب العناء ؛ ثم يقرأ إلى المغرب ، فإذا صلى المغرب ، قام فصلى إلى العتمة ، فإذا صلّى العتمة أفطر ، ثم يقول : يا نفس ، قومي ثم يقوم إلى الصلاة فلا يزال راكعا وساجدا حتى يصبح ، وكان يقول في جوف الليل : اللهمّ ، إن النار منع النوم مني فاغفر لي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٧ / ١١٠.
(٢) في المطبوعة ، أحمد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ٢ / ٩١ باختلاف.
(٤) كذا بالأصول ، وفي الحلية : وشى بي.