ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر.
قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا ـ وفي حديث ابن الأخضر : حدثني ـ سلمة بن شبيب عن سهل بن عاصم عن عبد الله بن غالب عن عامر بن يساف قال : سمعت المعلّى بن زياد يقول :
كان عامر بن عبد الله قد فرض على نفسه ـ زاد البيهقي : كل يوم ـ فقالا : ألف ركعة ، وكان إذا صلى العصر جلس وقد انتفخت ساقاه من طول القيام ، فيقول : يا نفس ، بهذا أمرت ، ولهذا خلقت ، ويوشك أن يذهب العناء.
انتهى حديث البيهقي. وزاد ابن الأخضر : وكان يقول لنفسه : قومي يا مأوى كل سوأة ، فوعزة ربي لأرجفن (١) بك رجوف البعير ، أو لئن استطعت أن لا يمس الأرض من زهمك (٢) لأفعلن ، ثم يتلوّى كما يتلوى الحب على القلي ، ثم يقوم فينادي : اللهم ، إن النار قد منعني من النوم فاغفر لي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا السري (٣) بن يحيى ، عن الحسن قال : قال عامر بن عبد قيس لقوم ذكروا الدنيا : وإنكم لتهتمون! أما والله لئن استطعت. لأجعلنها همّا (٤) واحدا ، قال : ففعل ذلك ، والله ، حتى لحق بالله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٥) ، حدثني سعيد بن منصور ، نا خلف بن خليفة (٦) ، نا أبو هاشم ، عن عامر بن عبد قيس ، قال : وجدت أمر الدنيا يصير إلى
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : لأزحفن بك زحوف.
(٢) في م : «رهمك» ، والزهم : الشحم (اللسان).
(٣) في م : المسرى. خطأ.
(٤) تقرأ بالأصل وم : «هنا» والمثبت يوافق عبارة المطبوعة.
(٥) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٧٥.
(٦) في م : «نا خلف بن خليفة نا إبراهيم نا أبو هاشم» والمثبت يوافق عبارة المعرفة والتاريخ.