جميعا بسجوده ، وربما سجد بهم ثنتي عشرة سجدة حتى إذا فرغوا من قراءتهم قام أبو إدريس يقصّ (١) قال يزيد بن عبيدة : ثم قدّم القصص بعد ذلك وأخّروا القراءة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا علي بن الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي.
ح وعن عبد الدّائم بن الحسن ، عن عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا أبو عامر موسى بن عامر ، نا الوليد بن مسلم ، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه قال :
كنا نجلس إلى أبي إدريس الخولاني فيحدّثنا (٢) في الشيء من العلم لا يقطعه بغيره حتى يقوم أو تقام الصلاة حفظا لما سمّع ، قال : فحدّث يوما عن بعض مغازي رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى استوعب الغزاة ، فقال له رجل من ناحية المجلس : أحضرت هذه الغزاة؟ قال : فقال : لا ، فقال الرجل : قد حضرتها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولأنت أحفظ لها مني.
قال : ونا ابن جوصا ، نا (٣) أبو عامر ، وحدّثنا ابن سهل ، قالا : نا الوليد بن مسلم ، نا يحيى بن سعيد ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، أنهما رأيا أبا إدريس الخولاني يجلس بالعشيات على درج مسجد دمشق الذي يطلع الناس منه إلى مسجد المسلمين ومصلاهم ، مقبل بوجهه على القبلة ، والناس تحته جلوس يسألونه ، فيقصّ عليهم ، ويحدّثهم بالأحاديث.
قال : وأنا ابن جوصا ، نا مؤمّل ـ يعني ابن إهاب ـ نا يحيى بن حسان ، نا خالد بن أبي مالك ، عن أبيه.
أن أبا إدريس الخولاني حدّث يوما بأحاديث فقال له رجل : أرأيت هذه الأحاديث إلى من تسندها؟ فقال : إن رضيت بما تسمع منا ، وإلّا فلا تجالسنا ، قال : وكان أبو إدريس إذا أخذ في نوع في مجلس لم يكد يأخذ في غيره حتى يقوم من مجلسه ، وكان إذا
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : فقصّ.
(٢) في م : فحدثنا.
(٣) سقطت «نا» من م.