رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولو كنت أنا ما نفّستكم ، فلمّا مضت ثلاث خرج في آثارهم حتى سلكوا إلى الشام ، وهو يقول الشرف الأبعد ، الأقصى فأقصى ، وبلغ خلف ذباب (١) ، ثم رجع ولحقوا بأذرعات (٢).
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج ، وعبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ، ومحمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه ، وأبو الطيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم سلّة.
ح وأخبرتنا رابعة بنت معمر بن أحمد ، قالت : أنا أبو الطّيّب سلّة ، قالوا : أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي ، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي ، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون ، نا محمّد بن سابق ، نا حشرج بن نباتة ، عن موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي أنه سمع أبا قلابة يقول : حدّثني أبو عبد الله الصّنابحي أن عبادة بن الصّامت حدّثه قال :
خلوت برسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : أيّ أصحابك أحبّ إليك حتى أحبّ من تحبّ كما تحبّ؟ قال : «أكتم عليّ حياتي ، أحبائي يا عبادة» ، فقلت : نعم ، فقال : «أبو بكر الصّديق ، ثم عمر ، ثم علي» ، ثم سكت ، فقلت : ثم من يا رسول الله؟ قال : «من عسى أن يكون إلّا الزبير ، وطلحة ، وسعد ، وأبو عبيدة ، ومعاذ بن جبل ، وأبو طلحة ، وأبو أيوب ، وأنت يا عبادة ، وأبيّ بن كعب ، وأبو الدرداء ، وابن مسعود ، وابن عوف ، وابن عفّان ، ثم هؤلاء الرهط من الموالي سلمان ، وصهيب ، وبلال ، وعمّار بن ياسر» [٥٥٤٥].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، قال : قرئ على أبي عثمان البحيري ، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري ، أنا أبو العبّاس السّراج ـ وهو محمّد بن إسحاق ـ نا محمّد بن يحيى بن أبي عمر ، نا سفيان ، نا ابن طاوس ، عن أبيه ، عن عبادة بن الصّامت.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثه على الصّدقة ، فقال له : «اتّق الله يا أبا الوليد (٣) ، اتّق ، لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار ، أو شاة لها ثؤاج» ، فقال : يا
__________________
(١) ذباب : قيل بكسر أوله ، وقيل بالضم جبل بالمدينة (انظر معجم البلدان).
(٢) بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان (معجم البلدان).
(٣) في المطبوعة : «اتق يا أبا الوليد اتق».