الخميس في رمضان لم يصم رمضان بعده يقول : «الذهب بالذهب مثلا بمثل ، سواء بسواء ، وزنا بوزن ، يدا بيد ، فما زاد فهو ربا ، والحنطة بالحنطة ، قفيز بقفيز ، يد بيد ، فما زاد فهو ربا ، والتمر بالتمر ، قفيز بقفيز ، يد بيد ، فما زاد فهو ربا» ، قال : فتفرق الناس عنه ، فأتى معاوية فأخبر بذلك ، فأرسل إلى عبادة ، فأتاه ، فقال له معاوية : لئن كنت صحبت النبي صلىاللهعليهوسلم وسمعت منه لقد صحبناه وسمعنا منه ، فقال له عبادة : لقد صحبته وسمعت منه ، فقال له معاوية : فما هذا الحديث الذي تذكره؟ فأخبره ، فقال له معاوية : اسكت عن هذا الحديث ولا تذكره فقال له عبادة : بلى ، وإن رغم أنف معاوية ، قال : ثم قام ، فقال له معاوية : ما نجد شيئا أبلغ فيما بيني وبين أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم من الصفح عنهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد المهرواني (١) الهمذاني ـ إجازة ـ أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري ، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني محمّد بن محمّد العطار ، نا أحمد بن شبّويه ، حدّثني سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله ، عن يحيى بن أبي أسيد ، حدّثني حميد بن زياد أبو صخر.
أنه بلغه أن عبادة بن الصّامت حين ذكر الناس من شأن عثمان ما ذكروا قال : والله لا أحضر هذا الأمر أبدا فخرج من المدينة حتى لحق بعسقلان ، فمكث حتى فرغ من عثمان ثم أقام حتى استخلف معاوية ، فقام معاوية على المنبر فخطب الناس فذكر أبا بكر بن أبي قحافة ، فصلّى عليه ثم قال إنه وطئ عقب نبيه صلىاللهعليهوسلم واتبع (٢) أثر صاحبه ، ثم مات ، له الفضل من ذلك لا عليه ، ثم مكث عثمان ثمان سنين لا يخالف أمر نبيّه وصاحبيه ، ثم أخذ وترك ، فمات ، فالله أعلم به ، ثم وليت فأخذت حتى خالط لحمي ودمي فهو خير مني وأنا خير ممن بعدي ، ويا أيها الناس إنّما أنا لكم جنة ، فقام عبادة بن الصّامت فقال : أرأيت إن احترقت الجنة قال : إذا تخلص إليك النار ، قال : من ذلك أفرّ
__________________
(١) بالأصل وم : الهرواني» خطأ والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى مهروان كورة في طبرستان ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٤٦.
(٢) ثمة سقط في الكلام بالأصل وم ، وتمام عبارة المطبوعة هنا : واتبع أمره ثم مات من ذلك له الفضل ، له عليه ، ثم ولي عمر فوطئ عقب نبيه صلىاللهعليهوسلم واتبع أثر ...