وخلّوه والجواب وكان من أسن القوم ـ فقال : أيها الأمير : ألنا خاصة أم لأهل البصرة عامة؟ قال : بل لكم خاصة ، لا يسع هذا المال أهل البصرة ، قال : فيقول صدقة؟ فإن كان صدقة لا يدخل لنا بطونا ، ولا يعلوا لنا جلودا ، وإنما يأخذ العامل من عمله ، ولا حاجة لنا فيها ، قال : ألا أراك طعانا ، اخرج من عندي ، فقال : أما إنك ما عهدتني للأمراء زوّارا ، ثم أقبل على عامر فقال : قد أمرت لكم بألفين وكذا وكذا من جريب ، فقال : انظر إلى المكاتبين الذين على باب المسجد فهم أفقر مني ، قال : فإني قد أمرت ألّا تحجب لي عن باب ، قال : عليك بسعد بن قرحاء (١) فإنه أغشى للأمراء مني ، قال : انظر أي امرأة شئت حتى أزوّجكها ، قال : أيها الأمير الرجل إذا كانت له المرأة والولد شغل ذلك قلبه ، قال : نعم ، قال : فلا حاجة لي فيها ، أجعل الهمّ همّا واحدا حتى القى ربي.
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا يحيى بن محمد بن صاعد ، أنا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا همّام ، عن قتادة قال : كان عامر بن عبد قيس سأل (٢) ربه أن يهوّن عليه الطهور في الشتاء ، قال : فكان يؤتى بالماء وله بخار.
قال (٣) : وسأل ربه أن ينزع شهوة النساء من قلبه ، فكان لا يبالي أذكرا لقي أم أنثى ، وسأل ربه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصّلاة ، فلم يقدر عليه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٤) ، نا عمرو بن عاصم ، نا همّام ، عن قتادة قال :
سأل عامر بن عبد الله ربّه أن يهوّن عليه الطهور في الشتاء ، فكان يؤتى بالماء له بخار ، وسأل ربه عزوجل أن ينزع شهوة النساء من قلبه ، فكان لا يبالي ذكرا لقي أم أنثى ، وسأل ربه أن يحول بين الشيطان وبين قلبه في الصلاة ، فلم يقدر على ذلك ، وكان
__________________
(١) بالأصل : «فوجا» وفي م : «فوحا» والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٢) في المطبوعة : يسأل.
(٣) سقطت «قال» من م.
(٤) الخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٠.