وقلتها من قلبه أن يزهد فيها ، وخروج قدر غيرها فيرغب فيها إذ كانت دون الله عزوجل ، هذا لمن كان الله همه وحده خالصا.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا محمد بن سليم أبو هلال الراسبي ، نا محمد بن سيرين قال :
قيل لعامر بن عبد قيس : ألا تتزوج قال : والله ما عندي من نشاط ، وما عندي من مال ، فبما (١) أغرّ امرأة مسلمة.
قال : وأنا ابن المبارك ، أنا سلام بن مسكين ، نا الحسن قال : كان هاهنا رجل يقال له ألا تتزوج فيقول : أنا حريص. أنا حريص.
قال الحسن : فأرجو أن يكون قد أصاب همّه ، قال سلام بن مسكين ـ يعني عامر بن عبد قيس ـ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٢) ، نا سعيد بن منصور ، نا خلف بن خليفة ، حدثني رجل من أهل البصرة يقال له إسحاق عن عنبسة الخوّاص قال :
لما قدم عبد الله بن عامر على البصرة أميرا قال : يا أهل البصرة اكتبوا إليّ من كل خمس رجلا من القراء أشاورهم في أمري ، وأستعين بهم على ما ولّاني الله عزوجل ، وأطلعهم على سري ، فكتب له أبان بن مطر العدوي وكان قد بكي حتى ذهب بصره ، وكتب له غزوان ـ رجل من بني رقاش ـ وكان قد حلف ألا يضحك حتى يعلم حيث يصيّره الله عزوجل ، وكتب له جابر بن أسير من (٣) غطفان ، وكتب له عامر بن عبد قيس العنبري ، وكتب له النعمان بن شوال العبدي ، قال : فلما دخلوا عليه قال (٤) : أنتم القراء ، قد أمرت لكم بألفين ألفين ، وكذا وكذا من جريب ، فأجابه النعمان بن شوال ـ
__________________
(١) في م : فيما.
(٢) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٧٤.
(٣) عن م ، وبالأصل «بن» وفي المعرفة والتاريخ : جابر بن أسيد من غطفان.
(٤) في م : «قالوا.» وفي المعرفة والتاريخ : قال لهم.