منه ، مولده أبعد عقلي ، أتي إلى أمي فقيل لها : ولدت آمنة غلاما ، فخرجت بي حين أصبحت آخذه بيدي حتى دخلنا عليها ، فكأني أنظر إليه يمصع (١) برجليه في عرصته ، وجعل النساء يجبذنني عليه ، ويقلن : قبّل أخاك (٢).
قال : ونا الزبير ، قال : وحدّثني محمّد بن الضحاك ، ومحمّد بن حسن ، قالا : قال عبد المطلب لابنه العبّاس :
ظنّي بعبّاس حبيبي إن كبر |
|
أن يمنع الأخرى إذا ضاع الدّبر |
وينزع السّجل إذا اليوم اقمطر |
|
ويسبأ الزقّ العظيم القنّخر (٣) |
ويفصل الخطبة في الأمر المبرّ |
|
ويكشف الكرب إذا ما اليوم هرّ |
أكمل من عبد كلال وحجر |
|
لو جمعا لم يبلغا منه العشر (٤) |
أنبأنا أبو علي بن نبهان ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.
ح وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم البزار ، وأبو علي بن نبهان ، قالوا :
أنا أبو علي بن شاذان ، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم ، نا أبو العباس قال : قال ابن سلّام : لما أمعر (٥) أبو طالب : قالت بنو هاشم : دعنا فليأخذ كل رجل منّا رجلا من ولدك ، قال : اصنعوا ما أحببتم إذا خلّيتم لي عقيلا (٦) ، فأخذ النبي صلىاللهعليهوسلم عليا ، فكان أوّل من أسلم ممن يلتف عليه حيطانه من الرجال ، ثم ابن زيد (٧) أسامة ، فكان أبو طالب يدان لسقاية الحاج حتى أعوزه ذلك ، فقال لأخيه العبّاس بن عبد المطلب ـ وكان أكثر بني
__________________
(١) المصع : التحريك (اللسان).
(٢) الخبر في تهذيب الكمال ٩ / ٤٦٤ وسير الأعلام ٢ / ٩٧ وفيهما : «مولده بعد عقلي».
(٣) بالأصل وم : «القنجر» والمثبت عن المطبوعة والقاموس.
(٤) عن م وبالأصل : العسر.
(٥) بالأصل : «أمعن» والصواب عن م ، وأمعر الرجل : افتقر ، وأمعر القوم : إذا أجدبوا (اللسان : معر).
(٦) قال ابن هشام : ويقال : عقيلا وطالبا.
(٧) في م : «ثم أسامة بن زيد».
وفي سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق : ثم أسلم زيد بن حارثة ... وكان أول ذكر أسلم بعد علي بن أبي طالب (١ / ٢٦٤) وانظر سيرة ابن إسحاق ص ١١٨ رقم ١٧٣.