رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سمعت أنين عمّي العبّاس في وثاقه ، فأطلقوه» ، فسكت ، فنام رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا عبيد الله بن موسى ، أنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه لما أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس ، أسره رجل من الأنصار ، وقد أوعدوه (٢) أن يقتلوه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّي لم أنم الليلة من أجل العبّاس ، وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه» فقال عمر : آتيهم يا رسول الله؟ فأتى الأنصار ، فقال : أرسلوا العباس ، قالوا : إن كان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم رضا فخذه [٥٥٧٥].
حدّثنا أبو الحسن الفرضي ـ لفظا ـ وأبو القاسم بن عبدان ـ قراءة ـ قلا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا ابن عائذ ، قال : وأخبرني الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، حدّثني يحيى بن أبي كثير :
أنه لما كان يوم بدر أسر المسلمون من المشركين سبعين رجلا ، فكان ممن أسر العباس عمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فولي وثاقه عمر بن الخطاب ، فقال عباس : أما والله يا عمر ما يحملك على شدة وثاقي إلّا لطمتي إيّاك في رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : والله ما زادتك تلك عليّ إلّا كرامة ، ولكن الله أمرنا بشد الوثاق ، قال : فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يسمع أنين العبّاس فلا يأتيه النوم ، فقالوا : يا رسول الله ما منعك من النوم؟ فقال : «كيف أنام وأنا أسمع أنين عمي» ، قال : فزعموا أن الأنصار أطلقوه من وثاقه وباتت تحرسه [٥٥٧٦].
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، والحسن بن أبي بكر ، قالا : أنا أحمد بن كامل القاضي ، نا القاسم بن العبّاس ، نا عبد الواحد بن عمرو العجلي ، نا عبد الرحيم بن سليمان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :
__________________
(١) وانظر سيرة ابن هشام ٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠ والبداية والنهاية بتحقيقنا ٣ / ٢٩٠.
(٢) كذا بالأصول وفي سير الأعلام : ووعدوه.