وقد كنت في الحرب ذا تدرا |
|
فلم أعط شيئا ولم أمنع |
وما كان بدر (١) ولا حابس |
|
يفوقان مرداس في المجمع |
وما كنت دون امرئ منهما |
|
ومن تضع اليوم لا يرفع |
فرفع أبو بكر أبياته إلى النبي صلىاللهعليهوسلم قال النبي صلىاللهعليهوسلم للعباس : «أنت الذي تقول : أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة؟» فقال أبو بكر : بأبي وأمي يا رسول الله ليس هكذا ، قال : قال : «فكيف؟» قال : قال : فأنشده أبو بكر كما قال العبّاس ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «سواء ، ما يضرّك بدأت بالأقرع أم عيينة» فقال أبو بكر : بأبي أنت وأمي ما أنت بشاعر ولا رواية لا ينبغي لك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقطعوا عني لسانه» فأعطوه مائة من الإبل ويقال : خمسين من الإبل ، ففزع منها أناس وقالوا : أمر بعباس يمثّل به.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال (٢) : وأعطى ـ يعني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ عبّاس بن مرداس أباعر فسخطها ، فعاتب فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال :
كانت نهابا تلافيتها |
|
بكرّي على المهر في الأجرع |
وإيقاظي القوم إذ يرقدوا |
|
إذا هجع الناس لم أهجع |
وأصبح نهبي ونهب العبي |
|
د بين عيينة والأقرع |
وقد كنت في الحرب ذا تدرا |
|
فلم أعط شيئا ولم أمنع |
إلّا أفائل أعطيتها |
|
عديد قوائمه (٣) الأربع |
فما كان حصن ولا حابس |
|
يفوقان مرداس (٤) في المجمع |
وما كنت دون امرئ منهما |
|
ومن تضع اليوم لا يرفع |
قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اذهبوا فاقطعوا عني لسانه» ، فزادوه (٥) حتى رضي ، وكان ذلك قطع لسانه [٥٦٩٨].
__________________
(١) في الواقدي وسيرة ابن هشام : حصن.
(٢) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام ٤ / ١٣٦ ـ ١٣٧.
(٣) في ابن هشام : قوائمها.
(٤) في ابن هشام : شيخي.
(٥) في ابن هشام : فأعطوه.