منهم بضعة وثلاثين ألفا وأسر أبناء الملوك والبطارقة فأقبل بهم حتى أتى بهم مسلمة وجماعة المسلمين ، فأوقفوهم على أهل الطّوانة بعد ذلك في أعضادهم ، وكان سبب فتحها لانسلاخ ثمان وثمانين ، فبلغ سهام المسلمين مائة دينار مائة.
قال : وأخبرني الوليد قال : فأخبرني من شهد ذلك من شهد ذلك من المشيخة أو من أخبره من شهدها.
أن الذين ثبتوا مع مسلمة لما أبطأ عليهم خبر العبّاس جعلوا يلتفتون إلى ناحية الدرب فقال لهم مسلمة : هاهنا ارفعوا إلى الله فمنه يأتي النصر والمدد ، قالوا : فانطلق عباس ومن معه من المسلمين يقتلونهم حتى أدركوا جماعة وقد لجأت إلى كنيسة عظيمة ، فغلقت عليها بابها وامتنعت وبات عباس عليها ومسلمة وأهل العسكر قد رأوا ما كان من هزيمتهم ولا يدرون ما صنع العبّاس ومن معه ، فباتوا في همّ من ذلك حتى أصبحوا ففتح الله على العباس الكنيسة عنوة ، وقفل عباس بالخيول ، فلما رأى أهل الطّوانة صنع الله وفتحه للمسلمين بعث بطريقها إلى مسلمة ، قد رأينا فتح الله لكم ونحن نخيّركم بين أن تخلوا سبيلي وسبيل ثلاثمائة بطريق بأهالينا وأولادنا ونفتح لكم المدينة بمن فيها وبين أن نسايركم (١) فإن عندنا من الطعام والإدام ما يكفينا سنة ، وإلى سنة ، قد كانت لنا حال. فأجابه إلى ذلك وصالحه عليه ، وفتح له المدينة وخلا سبيله وسبيل بطارقته ثلاثمائة ، ووجد فيها ستين ألف نفس بين صغير وكبير.
قال الوليد : وقدم رباح الغسّاني بالمدد والميرة ، وقد فتح الله على المسلمين.
وفي سنة سبعين (٢) غزا العباس بن الوليد الصائفة ، وفي سنة إحدى وتسعين غزا الصائفة العبّاس وأصاب للروم سرحا وعلاقة ، وفي سنة اثنتين وتسعين غزا العبّاس الصائفة ، وفي سنة ثلاث وتسعين غزا العبّاس بن الوليد الصائفة اليسرى ، وغزا مروان بن الوليد الصائفة الأخرى ، وفي سنة أربع وتسعين غزا العبّاس بن الوليد الصائفة اليسرى ، فافتتح هرقلة وفي سنة خمس وتسعين غزا العبّاس الصائفة ، فافتتح حصونا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز ـ لفظا ـ أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن عائذ
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : نصابركم.
(٢) كذا بالأصل ، وتقرأ في م : «تسعين».