فهو متضوّر ، فقلت له : لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا (١) ذلك عليه ، فقال : ما يسرني أنّي لا أجده ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما من مسلم (٢) يصيبه أذى في جسده إلّا كان كفّارة لخطاياه» [٥٤٩٥]
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا ، أنا محمد بن علي الخياط ، أنا أحمد بن عبد الله السّوسنجردي ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب ، أنا أبي ، أنا أبو عمرو محمد بن مروان السّعيدي ، نا أبو بكر الخزاعي : أن سليمان بن أبي شيخ حدّثهم ، نا محمد بن الحكم ، عن عوانة قال : هجا عقيبة (٣) الأسدي أبا بردة بن أبي موسى فقال (٤) :
وأنت امرؤ في الأشعريين (٥) مقابل |
|
وبالبيت والبطحاء أنت غريب |
وما كنت زوارا لأمّك بالضّحى |
|
ولا بمزكيها بظهر مغيب (٦) |
فإن عاد عدنا لابن طفية مثلها |
|
وإن آب منها فاللئيم يئوب |
فخرج أبو بردة إلى معاوية ، فشكا إليه عقيبة ، وقال : هنتك عرضي ، فقال له معاوية : وما قال لك؟ قال :
وأنت امرؤ في الأشعريين (٧) مقابل |
|
وبالبيت والبطحاء أنت غريب |
وقد صدق ، وقال لك :
وما كنت زوارا لأمك بالضّحا |
|
لا بمزكّيها بظهر مغيب |
ولم تكن زوارا لأمك ، وقد قال لي ما هو أشد من هذا ، قال (٨) :
فهبها أمّة هلكت ضياعا |
|
يزيد أميرها وأبو يزيد |
__________________
(١) قوله : «هذا لعبنا» سقط من الأصل واستدرك عن هامشه وبجانبه كلمة صح ، وقد وردت «لعبنا» خطأ فوقعت : «لبعنا» وصوبناها عن م.
(٢) كتبت بين السطرين في م.
(٣) في م : «عقبة» خطأ ، وستأتي ترجمته في كتابنا ، انظر خزانة الأدب للبغدادي ١ / ٣٤٢.
(٤) عن م ، وبالأصل : قال.
(٥) كذا بالأصل وم.
(٦) في البيت إقواء.
(٧) كذا بالأصل وم.
(٨) انظر تخريجها في المطبوعة ، ص ٣٧٥ الحاشية (٦).