سأبكيك بالبيض الرّقاق وبالقنا |
|
فإنّ بها ما يدرك الطالب الوترا |
ولسنا كمن يبكي (١) أخاه بعبرة |
|
يعصرها من ماء مقلته عصرا |
وإنا (٢) أناس ما تفيض دموعنا |
|
على هالك منا وإن قصم الظّهرا |
ولكنني أشفي الفؤاد بغارة |
|
ألهّب في قطري كتائبها جمرا (٣) |
وغلظ أمره واشتدت شوكته ، وأعيت الرشيد الحيل فيه ، فاحتال عليه بأخ له كتب إليه فأرغبه ، فشدّ على أبي الهيذام فقيّده وحمله إلى الرشيد بالرقّة ، فلما دخل عليه أنشده أبياتا منها :
فأحسن أمير المؤمنين فإنّه |
|
أبى الله إلّا أن يكون لك الفضل |
فمنّ عليه الرشيد فأطلقه.
وقد ذكرت الأبيات الرائية لغير أبي الهيذام لصادر بن كامل بن برز يرثي بها أخاه ثور (٤) بن كامل بن بدر العبسي (٥) ، وقيل في فتنة أبي الهيذام ، والصحيح أنها لأبي الهيذام.
أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز.
وأخبرنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي بن يوسف عنه ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، نا أبو بكر محمّد بن مزيد بن أبي الأزهر ، أنشدنا الزّبير بن بكّار لأبي الهيذام المرّي في أخيه :
سأبكيك بالبيض الرّقاق وبالقنا |
|
فإنّ بها ما يطلب الماجد الوترا |
ولست كمن يبكي أخاه بعبرة |
|
يعصّرها من جفن مقلته عصرا |
وإنّا أناس ما تفيض دموعنا |
|
على هالك منا وإن قرصم (٦) الظهرا |
قرأت بخطّ أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو العبّاس محمود بن محمّد بن
__________________
(١) في المطبوعة وابن الأثير : ينعي.
(٢) فوق لفظتي «جمرا» و «إنا» علامتا تقديم وتأخير.
(٣) فوق لفظتي «جمرا» و «إنا» علامتا تقديم وتأخير.
(٤) كذا في م ، واللفظة مهملة بالأصل ، وفي المطبوعة : برز.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : العنسي.
(٦) كذا ، وفي م «قصم».